لم يكن غريباً على صحيفة سعودية تنطلق من عاصمة سعودية بهوية سعودية أن تطلق ملحقاً اقتصادياً يتناول بين دفتيه أبرز الأحداث التي يعيشها الوطن وتلامس احتياجات شرائحه المختلفة حيث وفق هذا الملحق الوجبة الدسمة لنخبة القراء والمهتمين بالحراك الاقتصادي وتوفير المعلومة الموثقة بالإحصاءات والأرقام التي في العادة تبني جسم الاقتصاد والاستثمار لأن لغة الأرقام هي ما يسيطر على الصحافة الاقتصادية ويكسوها إشعاعاً وبهاء . لقد أحدث هذا الإصدار الجميل والمتمثل في ملحق الرياض الاقتصادي الذي يحتفل بعامه الثالث نقلة نوعية في بناء الخبر الاقتصادي والذي أعده من وجهة نظري كمتذوق لهذا المجال منذ أكثر من عقدين مدرسة صحفية اقتصادية أخذت في الرقي والتألق مما جعل الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة تحذو حذوه والعمل وفق خطاها الواثقة. إن مجال الإعلام أخذ في الانتشار والاتساع عبر الانفجار المعرفي والتطور التقني في توفير المعلومة؛ لكن يبقى للعمل الحرفي والمهني دوره في بناء هيكل الخبر الاقتصادي الذي يحتويه هذا الملحق الاقتصادي الراقي وليس بغريب على صحيفة بحجم صحيفة الرياض أن تلد ابناً باراً يحمل اسم (الرياض الاقتصادي). إن الصعوبة الحقيقية في زمننا هذا تكمن في استمرار الإبداع وقد استطاعت جريدة الرياض مواصلة هذا الإبداع المتمثل في إخراج المادة الصحفية الاقتصادية وتقديمها لشريحة القراء الذين يكنون لها كل إجلال وإكبار واحترام . أتمنى من الله أن يوفق المسئولين على هذا الملحق والقائمين على إعداده ليواصلوا هذا العمل الجبار الذين هم على قدر كبير من الحرفية والمهنية والمقدرة على أن يبحروا في أمواج الاقتصاد المتلاطمة. *المدير التنفيذي لإدارة العلاقات العامة والإعلام الغرفة التجارية الصناعية في جدة