من الحالات التي اصبحنا نشاهدها للاسف بوضوح خلال السنوات القليلة الماضية لدا بعض السيدات ما تعرف بالورم الحليمي البشري او كما تسمى بالعربية الثآليل او عرف الديك و هي كناية عن زوائد نسيجية و بروزات غير منتظمة تشبه الى حد بعيد عرف الديك, تنشأ في المناطق التناسلية لدى الرجل و المرأة و يعتبر هذا المرض من الامراض التناسلية الشديدة العدوى عن طريق الجنس و يسببه فيروس زهري صغير الحجم لا يمكن فصله او زرعه في المختبر الا بوسائل صعبة و معقدة. و يوجد اكثر من 100 نوع من هذا الفيروس فمنها الفيروسات التي تسبب الثآليل التناسلية وهي 6 و 11 اما الفيروسات 16 و 18 و 31 و 33 فهي تسبب تغيرات في انسجة عنق الرحم تعرف بالافات النسيجية ما قبل السرطانية و التي تنقسم الى ثلاث درجات حيث يتطور المرض تدريجياً من الدرجة الاولى الى الثانية و من ثم الثالثة التي تعتبر اكثر خطورة و هي تماماً ماقبل تطور الحالة الى سرطان عنق الرحم. قد يستغرق هذا الطيف التدريجي من التغيرات عدة سنوات قد تصل الى عشر سنوات من بداية المرض الى ان يتحول الى سرطان اذا لم تتم معالجتها في المراحل الاولى من المرض. و يعتبر برنامج الاستقصاء المبكر لسرطان عنق الرحم من انجح برامج الاستقصاء المبكر للاورام السرطانية و ذلك باجراء مسحة عنق الرحم الدورية حيث ان هذا الاستقصاء المبكر فعال جداً و قليل التكلفة و غير جراحي. و قد تناقصت حالات سرطان عنق الرحم و كذلك الوفيات من هذا المرض في معظم الدول المتقدمة و تلك الدول التي وفرت برامج الاستقصاء المبكر لسرطان عنق الرحم بشكل اساسي و شامل. و تحتاج بعض الدول لنشر الوعي و التثقيف بهذا المرض و الكشف المبكر للحد من ازدياد المرض. و لا تقل اهمية حدوث الثآليل المهبلية عن الآفات النسيجية ما قبل السرطانية. و الثآليل هي كناية عن اورام صغيرة و زوائد نسيجية مغطاة بحليمات متناهية الصغر تشبه عرف الديك او نبات القرنبيط لونها وردي غامق تظهر على جلد الشفرين و مدخل المهبل ومنطقة الفرج و الشرج و حول فوهة عنق الرحم و على جدران المهبل. اما عند الرجل فتظهر على جلدة القضيب و الحشفة و فوهة الاحليل و جلدة الخصية. و يسبب الورم الحليمي إزعاجاً متزايداً و حكة متواصلة تزيد خلال الليل و اوجاعاً خلال الممارسة الجنسية و يسبب تخريشها و حكها بقوة نزفاً دموياً. و تزداد الثآليل بشكل كبير اثناء الحمل و يكون شكلها مقززاً و بشعاً. و تزداد هذه الثآليل كلما تناقصت مناعة الجسم . و قد تتناقص او تختفي الثآليل تلقائياً دون علاج و لكن ما تلبث و ان تعود. و في بعض الحالات تكون الثآليل شديدة جداً تغطي منطقة الفرج بالكامل و تسد قناة المهبل و بالتالي تمنع الولادة المهبلية. كما انها قد تنقل العدوى للجهاز التنفسي للطفل اثناء الولادة . و تتم معالجة الثآليل المهبلية باستخدام بعض العلاجات الكيمياوية مثل البيدوفلين و كريمات الفلورويورسيل و اثناء الحمل تعالج بواسطة تراي فيروس الورم الحليمي سيكلك اسيد و العلاج الشائع هو الكي بالتبريد و يعتبر العلاج بالليزو من افضل طرق العلاج لهذا المرض. اما بالنسبة للتغيرات ما قبل السرطانية لعنق الرحم فيفضل علاجهات بازالة المناطق المصابة بعنق الرحم بواسطة الازالة الجراحية بواسطة السكين الجراحي . كما ان استخدام الليز لازالة المناطق المصابة بواسطة التبخير هي الاحدث و الافضل و لكن تكلفتها عالية. تطعيم مضاد للفيروس و نظراً لانتشار هذه المشكلة على نطاق و اسع في الدول الغربية فقد اجريت العديد من الدراسات و البحوث لا يجاد علاج ناجع لهذه المشكلة حتى تمكن العالم زو هوسين لاكتشاف تطعيم مضاد للفيروس الحليمي البشري المسبب للثآليل المهبلية و سرطان عنق الرحم و حصل على جائزة نوبل في الطب لانجازه العظيم في هذا المجال و عرف بالتطعيم المضاد لسرطان عنق الرحم. و يتوفر حالياً التطعيم في معظم البلدان الذي تم استخدامه على نطاق و اوسع خلال الاربع سنوات الماضية و يتوفر لدينا اللقاح المضاد للفيروس الحليمي البشري و لكن استخدامه لا يزال على مدى ضيق جداً. و يتوفر نوعان من اللقاح الاول وهوه المعروف باللقاح الرباعي( الجاردسيل) حيث يوفر وقاية للفيروسات 6و11 و 16 و 18 و بالتالي يقي ضد الاصابة للفيروسلت المسببة للثاليل المهبلية 6 و 11 و كذلك للفيروسات المسببة للتغيرات السرطانية لعنق الرحم 16 و 18. اما النوع الثاني (سرفريكس) و المعروف باللقاح الثنائي والمضاد للفيروسات 16 و 18 و يعطي و قاية كاملة لمنع حدوث التغيرات النسيجية ما قبل السرطانية لعنق الرحم . و قد اثبتت الدراسات ان كلا اللقاحين ذو فاعلية عالية جد تفوق 95%اً في الوقاية من سرطان عنق الرحم التي تحدث بسبب الفيروس الحليمي تسبب تغيرات في أنسجة عنق الرحم البشري . كما ان اللقاح الرباعي الجاردسيل يمنع حدوث الثأليل التناسلية بنسبة 100%. و قد تمت الموافقة على استخدام هذا اللقاح بواسطة هيئة الغذاء و الدواء الامريكية . و ينصح باستخدام اللقاح للفتيات ما بين 9 الى 27 عاماً و يمكن إعطاؤه في سن اعلى من ذلك و ذلك تفادياً لحدوث العدوى في سن مبكرة. و يعطى اللقاح على ثلاث جرعات و اثبتت الدراسات الاولية باستمرار تأثير اللقاح الى اكثر من سبع سنوات مبدئياً . و قد بدأت بعض مراكز الابحاث في استراليا و بعض الدول الغربية باعطاء هذا اللقاح للذكور ايضاً. الورم الحليمي