أثار البرنامج الجديد "في العمق" الذي يقدمه المذيع السعودي علي الظفيري مساء كل اثنين على قناة الجزيرة الإخبارية جدلاً كبيراً لجرأة القضايا التي يتناولها. الرياض كان لها تساؤلات حول هذا البرنامج وأهدافه ووجهتها إلى المذيع علي الظفيري فكان هذا الحوار: * بداية ومن خلال نوعية القضايا التي قدمتموها حتى الآن.. ألا تتفق معي بأن البرنامج له آيدلوجيا سياسية تفرض عليه نوعية قضاياه؟. لا.. هذا برنامج خالٍ من الإيديولوجيا -بالمفهوم السلبي للإيديولوجيا– إن أردت, هو برنامج سياسي فكري استراتيجي بامتياز, يسعى لتناول القضايا الكبرى ذات التماس مع الراهن من الأحداث, أو الغائبة عن التناول, ويغوص في عمقها قدر ما يتاح له ويكشف الغائب من تفاصيلها. * وماذا عن حلقة "التوريث" التي أثارت جدلاً واسعاً؟ أظنها كانت إيجابية, كان موضوعاً بالغ الحساسية في دول لا يطرح فيها هذا النقاش وبشكل مفصل, المُشاهد يسعد عادة بالموضوعات الجريئة, وهو ينتظر منا دائما ذلك, ونحن نسعى قدر المستطاع لتحقيق هذه الرغبة. * كمذيع هل تتدخل في إعداد محاور الحلقة وإعداد الأسئلة؟. أنا المشرف على البرنامج تحريرياً وفنياً, وبكل تأكيد أنا أضع وبمساعدة الفريق الخاص بالبرنامج كل التفاصيل اللازمة, وأنا لا أقول هذا للتباهي, أبداً, هذا دوري كمقدم برنامج, وأظنه لا يستقيم إلا هكذا. برنامج في العمق * من خلال تجربتك.. هل هناك نصائح تقدمها لكل مذيع يفكر في خوض السياسة؟. الإلمام والمعرفة الكافية, وتبني الآراء المختلفة والمتباينة وفهمها, وإدراك التفاصيل ففيها يكمن النجاح, إضافة إلى المهنية في الطرح, ولا يناقض ذلك أن تتبنى الآراء السليمة التي تطمئن لصدقها. * هل البرنامج موجّه فقط للقضايا العربية؟. كل ما له علاقة بالسياسة هو موضوع محتمل لبرنامجنا, العربي والإقليمي والدولي, كل ما له علاقة بالمجتمع أيضاً ويمس حياة الفرد هو موضوع سياسي بامتياز, ومطروح للنقاش في العمق. * هل هناك معايير فنية يجب أن تلتزم بها البرامج السياسية لكي تحقق وهجها الخاص الذي يميزها عن البرامج الاجتماعية مثلاً؟ السياسة تضع الخطوط العريضة لحياتنا, والعربي بطبعه وتربيته مُسيّس ويدرك أهمية السياسة, مسألة الصنع والحرفية في البرامج هي التي تميزها على غيرها, المصداقية والطرح الجريء والموضوعي هو عامل الحسم, إذا توفرت هذه العوامل لبرنامج سينجح مهما كان مجاله سياسيا أو فنيا أو رياضيا, الخ. * ألا ترى أن البرامج السياسية قد فقدت اهتمام المشاهدين الذين يفضلون دائماً البرامج الترفيهية الخفيفة؟ لكل مادة تلفزيونية متابعون ومهتمون, نحن نخلق تصورات سلبية عن المشاهد في أذهاننا, نصوره ساذجاً وبسيطاً وسطحياً, وهو ليس كذلك, أستطيع أن أؤكد لك من التجربة أن متابعي البرامج الحوارية السياسية يفوقون بكثير ما نتوقع, ومن كل الشرائح العمرية, تابع صفحة البرنامج على الفيس بوك وستكتشف ذلك بنفسك.