العمل التطوعي وممارسته على مستوى الافراد وضمن المؤسسات يمكن اعتباره مؤشرا قويا على تحضر وانسانية أي مجتمع... في الاسبوع الماضي ومع انخفاض درجات البرد الى حد التجمد في بعض المناطق وخاصة شمال المملكة قام البعض من ابناء الوطن بجمع تبرعات عبارة عن بطاطين ودفايات لبعض الاسر الفقيرة في تلك المنطقة لمواجهه البرد... رائع ذلك الجهد ويستحق من قام به الشكر والدعاء له ، وإن كنت اعتب على الجهات المختصة التي كان عليها ان تقوم بدور اكبر لمساعدة تلك الاسر في مواجهة البرد القارص لان هؤلاء ابناؤنا والدولة مسؤولة عنهم خاصة وان تلك الاحتياجات تمثل اولوية وليست ترفا يمكن الاستغناء عنه لايعني ذلك رفض مبدأ التعاون المجتمعي وتحمل المسؤولية الاجتماعية او التكافل لبعضنا البعض بل انني اتمنى توسع ذلك العمل التطوعي بحيث يشمل كل خلايا المجتمع من صغار وكبار ،نساء ورجال ، دائما وابدا اتمنى تكريس قيمة العمل التطوعي لدى ابنائنا منذ الصغر وعبر برامج تتبناها المدرسة على وجه الخصوص... ممارسة عمل التكافل الاجتماعي في مجتمعنا ليست جديدة بل هي معروفة وعبر اكثر من اسلوب ... الجميل انها تخطت حدود الاقليمية والمدينة الواحدة لتمتد يد ابناء الرياض لاخوتهم في شمال البلاد وتلك عملية تكشف لنا عن حاجتنا لتطوير اساليب العمل التطوعي من ناحية ، وربط الجمعيات الخيرية ببعضها البعض على مستوى الوطن ، نعم شعور اخواتنا بالبرد في شمال المملكة اصاب اهل الوسطى بقشعريرة جعلتهم يتدافعون لمساعدتهم من منطلق انساني بحت وبتعاون ضمني بين الافراد لم ينتظروا حملة تبرعات او دعوة للتبرع لهم بل قاموا بذلك بجهد ذاتي وتعاون انساني فيما بينهم حيث تناقلت رسائل الجوال دعوة للمشاركة لمن يرغب او يستطيع المشاركة في التبرع لتلك الاسر.. اعتقد ان ذلك يحفزنا ايضا لتوجيه سؤال لوزارة الشؤون الاجتماعية التي كان عليها ان تتحرك لمواجهة اوضاع تلك الاسر ان لم يكن قبل صقيع الشتاء فعلى الاقل الان وقد تجمدت الدماء في عروق الاطفال الى درجة ان طالبة انتقلت لربها بسبب البرد ، قد يكون لجهل الاسرة دور في ذلك وقد يكون للبيروقراطية في وزاره التربية والتعليم دور في ذلك وربما هو كل ذلك واكثر ولكن النتيجة ان طفلة سعودية ماتت بردا في مدرستها... اعتقد ان على الجهات الحكومية الاخذ بمنهج العمل بمرونة تتطلبها بعض المواقف الانسانية التي لاتحتمل التاخير والدراسة كعادتنا مع كل حدث لااعتقد ان تأخير الدراسة سوف يعطل تميز تعليمنا وتقدم مدارسنا حفظها الله ، ولااعتقد ان تحرك وزاره الشؤون الاجتماعية لاعانة هؤلاء سيكون خارج القانون بل هو في صلب عملها ولم تكن في حاجة لانتظار المتبرعين بل كان يستحسن تكامل الادوار لتكون الخدمة اكثر ايجابية وفائدة خاصة وان البرد لايحتمل بطء التحرك لدى بعض المؤسسات الحكومية....