حذر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي امس من ان إيران ستنتج الوقود النووي في حال تأخر الغرب عن تسليم طهران اليورانيوم المخصب مع حلول نهاية شهر كانون الثاني/يناير الحالي. ونقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية "إيلنا" عن متكي قوله للتلفزيون الإيراني الرسمي انه يفترض بالغرب أن "يقرر" إذا كان سيقبل الاقتراح الإيراني ببيع إيران الوقود أو استبداله باليورانيوم الإيراني المخصب. وقال متكي ان هذا "إنذار"، مشيراً إلى ان أمام المجتمع الدولي "شهراً واحداً" ليتخذ القرار وإلا فإن طهران ستخصب اليورانيوم إلى مستوى أعلى مطلوب في إنتاج الوقود النووي. الى ذلك اعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني امس ان على الاتحاد الاوروبي ان يطالب باحترام حقوق الانسان في ايران "وانما من دون اقفال كل الابواب" لان لطهران دورا اساسيا تضطلع به في ازمات افغانستان والشرق الاوسط. واوضح الوزير الايطالي في حديث مع صحيفة كوريري ديلا سيرا "ان ايطاليا تطلب من اوروبا ان تكون حاضرة (في مسألة حقوق الانسان)، حتى الان لم تكن اوروبا دائما على مستوى التوقعات". وبشان عمليات القمع الدامية للتظاهرات في الاسابيع الاخيرة، اعتبر فراتيني ان على الاتحاد الاوروبي في ظل رئاسة اسبانيا اعتبارا من الاول من كانون الثاني/يناير، ان يوجه رسالة الى طهران لان "حريات اساسية مطروحة على المحك". ووصف ايضا زيارة قريبة الى ايران يقوم بها وفد البرلمان الاوروبي بانها "مناسبة". وفي معرض الدفاع عن نفسه بشان "التدخل في النظام السياسي" في ايران، راى فراتيني ان "مصالحة وطنية" امر ضروري "لانه عندما يقوم نظام ما باطلاق النار على شعبه، فانه يسقط الى ادنى المستويات". الا ان وزير الخارجية الايطالي شدد في مقابلته الصحافية على اهمية ايران في ملفات مثل افغانستان ومحادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية. وقال فراتيني "ينبغي عدم اقفال كل الابواب (امام ايران) لان ايران فاعل اساسي في الازمة الافغانية وازمة الشرق الاوسط وفي مسالة التصعيد النووي الحساسة جدا". وذكر بان طهران اعربت عن "استعدادها للتعاون في استقرار افغانستان" وخصوصا عبر مكافحة تهريب المخدرات عند حدودها. واضاف فراتيني "ان ايران عنصر حاسم في الشرق الاوسط بسبب علاقاتها مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان ومع سورية"، مشيرا ايضا الى ان "ايران تهدد اسرائيل وعددا كبيرا من الدول العربية مع امكانية امتلاكها للسلاح النووي". واعتبر فراتيني "انه ينبغي ان نتحرك بطريقة تمنح ايران تاثيرا ايجابيا وتكون قوة محترمة لا قوة تثير الخوف"، مشيرا الى ان "من حق ايران ان تملك القوة النووية المدنية لا العسكرية". وفي مجال العقوبات، قال فراتيني ان من المناسب "تفادي تلك التي تزيد من العظة الوطنية الايرانية". وراى ان الاممالمتحدة ستدرس من الان وحتى نهاية كانون الثاني/يناير مقترحات لتقليص بيع المشتقات النفطية الاتية من ايران وتنقلات الاشخاص المتورطين في عمليات القمع. وقال "لقد جمدت ايطاليا، اول شريك تجاري لايران في اوروبا، كل مبادرة اقتصادية جديدة". واستبعد فراتيني تماما في المقابل "عملا مسلحا" ضد ايران في حال لم تؤت العقوبات ثمارها. وقال "ان مجرد التفكير بها يكفي للتسبب بكارثة عالمية. اننا نستبعد اي خيار عسكري حتى في حال حرب اهلية".