رصدت الجولات الرقابية لهيئة الرقابة والتحقيق ضبط حوالي ( 18 ) ألفا ممن يعملون في وزارة التربية والتعليم ما بين غائب ومتأخر عن الدوام في السنة المالية المنتهية ، كما رصدت حالات أخرى في وزارات أخرى ولكن بدرجة أقل من وزارة التربية والتعليم ، وشملت الجولات التي قامت بها الهيئة أكثر من13 ألف إدارة ، وكان عدد غير المنتظمين بالدوام 86369 موظفاً وموظفة ، وهذا التسيب يعني أشياء كثيرة منها تعطيل مصالح الناس وتعثر المشاريع ، وشلل الرقابة على الأسواق والمخالفات التي يرتكبها المواطنون ، بل إن ما حدث في جدة يعتبر نتيجة لهذا التسيب ، وأكثر ما يعاني من هذا التسيب مواطنو المناطق في المملكة الذي يتجشمون السفر إلى الرياض على ما فيه من مشقة وتكاليف لمتابعة معاملة لهم فيفاجأون بأن الموظف المسؤول عن معاملتهم غير موجود ، فيضطرون إما إلى العودة إلى مناطقهم بخفي حنين، أو الإقامة في الرياض على ما في ذلك من تكاليف وقت يطول أو يقصرإلى أن يعود الموظف المسؤول لمباشرة عمله ، على أن هناك تسيبا آخر لعله أخطر من هذا الذي تحدثنا عنه ، وهو الغياب أثناء العمل ، فالموظف موجود على مكتبه ، ولكنه لا يقوم بأي عمل، يتحدث مع زميله ، أو يتناول الفطور والشاي أو يقرأ جريدة ، وكوم المعاملات متراكم أمامه لا تمتد يده إليه اللهم إلا إذا جاء مواطن ملحاح يسأل عن معاملة له ، وقد لا يجلس على مكتبه ويذهب إلى مكتب زميل له في مكان آخر للدردشة معه ،وهي دردشة قد تمتد إلى آخر النهار ، أما إذا كان يعمل على كمبيوتر فمعنى ذلك الدخول في منتديات الشات أو الدردشة ، وقضاء جل وقته فيها ، وتسأل عن الحل ، فالحل مستحيل لأنه يقتضي الإحساس بالمسؤولية ، وهو إحساس يفتقر إليه معظم موظفي الدولة ، وما علينا إلا الصبر .