قرأت موضوع الكاتب المبدع يوسف الكويليت عن المرأة في عدد جريدة الرياض ليوم الجمعة الموافق الأول من محرم، وكما ذكر الأستاذ يوسف فللمرأة قضايا شائكة ومعقدة في كل المجتمعات ومنها مجتمعنا . ولعل السبب الرئيسي هو سيطرة وهيمنة الرجل الذي ترك له وضع قوانين قد لاتناسب المرأة ولا تتلاءم مع احتياجاتها ومطالبها . هناك كثير من القوانين وضعها الرجل ونسي فيها حتى استشارة المرأة، عكس ما عرفناه من عمر بن الخطاب عندما استشار ابنته حفصة عن المدة التي تستطيع المرأة تحمل غياب زوجها عنها، حتى يسن قانونا يخص ويهتم بالمرأة وحاجاتها. كما أن هذه القوانين في النهاية تصب في مصلحة الرجل ونحن نقول بالعامية " مافي أحد يكتب نفسه شقي " فمثلاً كيف تكون نفقة طفل في الشهر 500 ريال . هل يكفي هذا المبلغ ثم ماذا عن الأب الثري أيضاً يدفع هذا المبلغ ؟ كما أنه ليس هناك قوانين تجبر الزوج على الإنفاق أو تستقطع النفقة من معاشه، ولا يعاقب الزوج إن تهاون في دفعها. كذلك غياب المرأة عن المشاركة في وضع القوانين سببه انشغالها بالتربية والاهتمام بالأسرة وإن كنت لا أجد في ذلك عذراً كافياً ولكن هي حجة استغلها الرجل وسيطر بها على مجريات الأمور حتى في أدق التفاصيل التي تخص المرأة ولكي لا نذهب بعيداً نأخذ موضوع بيع الملابس الخاصة جداً بالنساء . فلقد تكلمت المرأة وحاولت وشرحت حتى يئست من أن يفهم الرجل مايسببه لها من إحراج وألم نفسي، الغريب أن الرجل يفصل القوانين بما يتناسب مع ذاته ويسبب الراحة والسعادة له وأيضاً يفعل نفس الشيء للمرأة، حتى لو أضرت بها هذه القوانين وظلمتها وهضمت حقوقها. قضايا المرأة متعددة وبعضها مؤلم ولا يليق بمجتمع أنعم الله عليه بنعمة الإسلام أن تعاني نساؤه من هذه المشاكل . حتى النساء غير المتزوجات وغير الموظفات لهن مشاكلهن التي تدمي القلوب من غير مشاكل الوحدة والبطالة ومشاكل النفقة التي لايلتزم بها من ورث الضعف! . مشاكل الطلاق والخلع بالذات الذي اختلطت فيه الأوراق ولم نعرف ماهو بالضبط ؟ فكيف مثلاً يطلب من المرأة ان تدفع المهر لزوج مدمن أو مسيء أو له علاقات خارج الحياة الزوجية؟ في المقابل قد يتخلص الرجل من زوجته الصالحة وأم أولاده ورفيقة دربه لمجرد أنه وجد حبيبة أخرى!!. وتخرج الزوجة الأولى كمن يخرج من المولد بدون حمص كما نقول!!. في النهاية أعتقد أنه لابد للمرأة أن تشارك في صنع القرار الذي ُيتخذ لها من أجل حمايتها فهي الأعرف بحاجاتها ومشاكلها وما تريده ومالا تريده.