بدأ باحثون في المجال الطبي بإعداد بحث مسحي يستهدف جميع أنواع حليب الأطفال الصناعي الذي يباع في الأسواق السعودية بغرض تحليلها تحليلاً مخبرياً لمعرفة مدى مطابقة محتواها لملصقات المواصفات الموجودة على العبوات وكذلك مطابقتها للمعايير العالمية الموافق عليها من قبل المنظمات المعنية. ويشترك في الدراسة أطباء باحثون من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض وجامعة الملك سعود ممثلة بكرسي الأبحاث لطب حديثي الولادة والجمعية السعودية لطب حديثي الولادة بالتعاون مع هيئة الغذاء والدواء. وقال ل " الرياض الاقتصادي " الدكتور صالح العليان نائب رئيس الجمعية السعودية لطب حديثي الولادة واستشاري طب حديثي الولادة ان السوق السعودية مفتوحة على مصراعيها لمنتجات حليب الأطفال إذ يوجد ما يزيد على 40 ماركة حليب تجارية من مختلف أنحاء العالم لا يعرف إلا القليل عن محتوياتها التي ربما تختلف عما يلصق على عبواتها من دلالات على تركيبها. مشيراً إلى حدوث حالات تسمم ووفاة لأطفال رضعوا بعض أنواع من الحليب الصناعي بسبب احتوائه على نسبة عالية من مادة الميلامين في دلالة واضحة على غياب المعايير والمراقبة الشديدة. وانتقد العليان الاستثمار في مجال الحليب الصناعي في السوق المحلي مما شجع على استغلال التسهيلات المالية التي تقدمها البنوك لإنشاء مصانع للحليب الصناعي والتي تختلف فيما بينها اختلافا كبيرا ولا تخضع لما سُنّ من معايير في هذا المجال لافتاً إلى أن كثرة تلك المنتجات يصعب أمر مراقبتها ورصد من يخالف هذه المعايير. وقال نائب رئيس الجمعية السعودية لطب حديثي الولادة: " منظمة الصحة العالمية توصي بشدة بتناول حليب الأم وإن تعذر إرضاع الطفل بالطريقة الاعتيادية يأتي في المرحلة الثانية أيضاً حليب الأم لكن بعد حلبه من صدرها وإعطائه للطفل بأي طريقة كانت ثم يأتي بالمرحلة الثالثة إرضاع الطفل حليبا طبيعيا من امرأة أخرى مرضعة وفي المرحلة الرابعة وبعد تعذر ما سبق يأتي إرضاعه الحليب الصناعي. وتوصي المنظمة بأن تستمر الرضاعة الطبيعية لمدة سنة على الأقل إلا أن 10% فقط من الأمهات يرضعن أطفالهن إلى نهاية السنة الأولى ما يعني أن 90% منهم يعتمدون في تغذيتهم على الحليب الصناعي بنهاية السنة الأولى من أعمارهم. وأشار الدكتور العليان إلى أن هناك عوامل تساعد على فشل برامج تشجيع الرضاعة الطبيعية في المؤسسات الصحية بسبب تزويد المستشفيات بالحليب الصناعي مجاناً من قبل الشركات المنتجة ومن ثم يستمر عليه الطفل بعد خروجه من المستشفى إضافة إلى زرع مفهوم أن الحليب الصناعي في عصر التقنية الحديثة لا يختلف كثيرا عن حليب الأم.