إذا أردت ان تعرف مدى تميز ناد أدبي عن أي ناد آخر، فعليك ان تطيل النظر بتبصر في إصداراته الثقافية، لا في محاضراته وملتقياته. ذلك ان الإصدارات لا تتأتى بين يوم وليلة أو تقدم في ساعة من مساء يحلو لمقدمها ان يكشف عن ذاته أكثر من اكتشافه لمكنون محاضرته وهذا ينطبق على طائفة كبيرة من عشاق المنابر الأدبية دون سرف، لكن الإصدارات الثقافية لا تقوم إلاّ على جهد الفاحصين ولجنة تعرض من خلالها الكتب لتميز سمينها من غثها، وهذا لعمري لا تجده إلاّ في ناديين أدبيين أو ثلاثة من أنديتنا الأدبية رأس هذه الأندية وأبرزها نادي حائل الأدبي الذي وفق طوال العام الفارط (2009م) بدعم المكتبة العربية بجمهرة من المؤلفات المهمة التي كانت حديث المثقفين واهتمامهم، ذلك أنها قدمت كافة الخيارات للمثقف السعودي عبر تنوع في سلاسل الكتب وتباين في الفنون الأدبية وتعدد في المناطقية، وهذا حديث مترع بالحقائق ليس له من المجاملة نصيب حيث أصدر نادي حائل الأدبي خلال العام الماضي فقط قرابة (30) كتاباً توزعت بين الرواية والشعر والقصة والدراسات النقدية والفكرية كان من أهمها في مجال الشعر: الأعمال الكاملة للشاعر الكبير محمد الثبيتي والتي تضم كل نتاجه الإبداعي وهي: ديوان عاشقة الزمن الوردي، وديوان تهجيت حلماً تهجيت وهماً، وديوان التضاريس وديوان موقف الرمال، بالاضافة إلى قصائد جديدة للثبيتي منها: "بوابة الريح" "قراءات لأحزان شجرة"، كذلك صدر أيضاً ديوان "رجال يجوبون أعضاءنا" للشاعر المبدع إبراهيم زولي وديوان "استرجاع كلمة مرور" للشاعر عبدالعزيز الحميد وديوان "بحجة الكوميديا" للشاعر محمد الحميد ونصوص إبداعية بعنوان "سيرة افتراضية أماديوس" للناقد والشاعر حامد بن عقيل، إلى جانب قرصين مدمجين حمل أحدهما اشعاراً بصوت الشاعر محمد زايد الألمعي والآخر قصائد بصوت الشاعر علي الحازمي، أما في مجال السرد فقد اخرج النادي رواية بعنوان "المنهوبة" للروائي عواض شاهر العصيمي ورواية "مع سبق الاصرار والترصد" للروائية سهام مرضي، ورواية "وحي الآخرة" للروائي أحمد الدويحي ومجموعة قصصية بعنوان "حكاية رجل على هيئة ساعة" للقاص طارق الجارد ومجموعة قصصية بعنوان "الحياة صندوق 7" للقاصة اشعار الباشا، ومجموعة اخرى بعنوان "أصعد في السماء" للقاص العباس معافا، في حين لم يغفل نادي حائل الأدبي من إعطاء الدرس الأدبي والفكر حقه من النشر لذلك فقد أصدر جملة من الكتب في هذا الحقل منها: كتاب "جدلية المتن والتشكيل... الطفرة الروائي في السعودية" للناقد الدكتور سحمي الهاجري وكتاب "هل المثقفون في أزمة" للمفكر الأستاذ زكي الميلاد، وكتاب "الكتابية والمحو... التناصية في اعمال رجاء عالم الروائية" للناقد الدكتور معجب العدواني، وكتاب "حديث المجنون" للناقد المعروف عابد خزندار، أما الدراسات الفنية والموسيقية فقد أصدر النادي كتاب "تغني الأرض" للزميل الأستاذ أحمد الواصل، هذا عدا سلسلة متميزة عن عروس الشمال حائل وهي بعنوان "حائليات" حيث صدر منها "سنابل جبلية" ضمت (25) قصة قصيرة دبجها أبناء عروس الشمال، إضافة إلى عناوين إبداعية ونقدية أخرى يجري تنفيذها. وقد أوضح رئيس لجنة المطبوعات بالنادي الأستاذ عبدالله الحربي عن ترحيب النادي بكافة الأصوات الثقافية والابداعية لنشر أعمالهم دعماً للحركة الأدبية وتحقق دور النادي في تبني نشر الكتب ذات القيمة العلمية والإبداعية العالية. يذكر أن أعضاء مجلس إدارته يتمتعون بتوافق متميز بين كافة أعضائه ما جعل إصدارات النادي ونشاطه المنبري علامة فارقة بين جميع الأندية الأدبية الأمر الذي طالب به طائفة من الأدباء والمثقفين من تكريم نادي حائل الأدبي نظيراً لدوره المهم الذي لعبه في ساحتنا الثقافية فهل يتحقق ذلك؟