** هل هناك مشكلة نقص في العدالة.؟ ** أو هل إن لدينا الكثير من "التظلمات" الاجتماعية واللا إنسانية؟! ** أو هل إننا مجتمع يعيش القسوة..ويعاني من العنف..ويتلظى بجحيم الآلام والمآسي..ولا من ينصفه.؟! ** هذه الأسئلة قفزت إلى رأسي وأنا أقرأ الخبر الذي تصدر هذه الصحيفة يوم (الجمعة) تحت عنوان (هيئة حقوق الإنسان تلقت "4756" شكوى العام الماضي). ** طبعاً هذا العدد من الشكاوى هو العدد المقبول من قبل الهيئة..وإلا فإن هناك آلاف الشكاوى التي أسقطتها الهيئة..أو رفضت قبولها..أو أعرضت عنها لأنها لم تستوف الشروط التي تستحق منها النظر فيها والتعامل معها.. ** وإذا كان هذا العدد من الشكاوى هو الذي وصل إلى (هيئة حقوق الإنسان)..فما هو عدد الشكاوى الذي تلقته (جمعية حقوق الإنسان).؟! ** بالتأكيد فإن الجمعية هي الأخرى مهمومة بتظلمات الناس وشكاواهم ، إما من بعض الأجهزة الحكومية..أو من بعض الشركات والمؤسسات..أو من بعض الأفراد بمن فيهم ذوي القربى سامحهم الله جميعاً.. ** فماذا يعني هذا؟! ** إنه يعني وباختصار شديد أن هناك ظُلماً ما يقع على هؤلاء الناس..وعلى آلاف غيرهم..ممن لم تصل أصواتهم بعد إلى الهيئة أو الجمعية أو أي جهة أخرى.. ** وبالتأكيد فإن أمارات المناطق تتلقى كل صباح مئات الشكاوى..وتقف على الكثير من المشاكل والأزمات والمآسي المؤلمة للنفس..والمستفزة للمشاعر.. ** وهذا يعني.. ** أن لدى الناس شعوراً بالمرارة.. ** وأن أسباب هذه المرارة كثيرة..فهي إما أن تكون نتيجة تعطيل مصالحهم..أو بسبب تعرضهم لأشكال كثيرة من التمييز في المعاملة..وعدم الإنصاف..وغياب المساواة..وإما أن تكون حياتهم مهددة بالخطر ولا من يجنبهم هذا الإحساس المتعاظم بالخوف..أو الفاقة..أو عدم النُصرة.. **وإما أن تكون أبواب المسؤولين موصدة في وجوههم.. ** وفي كل الأحوال..فإن ذلك يعني أن الناس تُعاني.. ** كما يعني أن كل واحد من هؤلاء الشاكين يأمل خيراً في كل من الهيئة..والجمعية لإنصافه.. ** وأن المؤسستين المدنيتين تسعيان ما وسعهما الجهد إلى تحقيق العدالة..ونُصرة المظلومين..والتخفيف من حدة معاناة الناس وشكاواهم..ولاسيما بالنسبة لتأخر البت في قضاياهم..وتعرضهم بسبب ذلك لمآسٍ شديدة الضرر عليهم.. ** وإن كنت أسمع أن كلاً من المؤسستين المدنيتين تعانيان كثيراً نتيجة عدم تجاوب الكثير من أجهزة الدولة ومؤسسات المجتمع معهم.. ** وإذا كان الأمر كذلك..فكيف يمكن لنا أن نحقق العدالة بين الناس؟..&& ××× [][] ضمير مستتر: ** [يشعر البشر بالظلم..حين تكون أبواب العدالة موصدة في وجوههم..]