تمرد شاه إيران على القوى الغربية فأخذوا بالعمل على إزاحته وإيجاد من يتقبل إملاءاتهم على من سيحكم إيران الغنية بالبترول والغاز والموقع الاستراتيجي الحيوي في المنطقة المحيطة بإيران من كل جهة. لقد احتضنت دولة فرنسا الخميني المعارض وبدأ يمارس أعماله في تحريض الشعب الإيراني بالانقلاب على شاه إيران. لقد كانت كل أشرطته المسجلة وخطاباته الحماسية ترسل تحت أنظار ومباركة الدول الغربية حتى يصل إلى دفة الحكم في إيران.. في عام 1979م أصبح الوقت مناسباً لإحلاله مكان الشاه لقيادة دفة الحكم في إيران. وبدأ حياته في خطاباته الحماسية وبدأ يشتم الغرب وقوى الاستكبار ورموز الشياطين. وهذه أفعال كلها جزء من عقيدته وهي التقية. يقول الخميني لقد وثقنا علاقة إيران مع إسرائيل والمشكلة التي تؤرقنا هم أعداؤنا المسلمون النواصب وليس أصدقاءنا من اليهود (محمد فوده، العلاقات الإيرانية الخليجية). لقد طبل له الكثير من الشعوب الإسلامية والعربية وأيدوا توجهه المخادع في معاداة الغرب، ورأوا فيه القائد الذي سوف ينقذ الدول الإسلامية من الانقسامات والتناحر، ولكن الأمر سرعان ما تكشف للعيان وأن ما قام به ما هو إلا تمثيل لخداع الشعوب المتعطشة إلى التحرر من الحكومات الدكتاتورية. لقد بدأ بالاجتماع بمعاونيه من الآيات، حيث بدأ بتوضيح ما لديه من مخطط تم الاتفاق عليه عندما كان لاجئاً سياسياً في فرنسا. لقد وضع الخطط الإستراتيجية لدولته ليخدع بها الكثير من الشعوب ولتكون غطاء لتصدير أفكاره المنحرفة على جميع الدول الإسلامية والعربية وخاصة دول الخليج العربية التي يراها العدو الأكبر لدولة ولاية الفقيه. لقد وضع بروتوكولات الدولة الإثني عشرية وحدد لها خمسين عاما لتصدير أفكاره وثورته وبسط نفوذه على دول المنطقة ووزعها على خمس مراحل كل مرحلة عشر سنوات، وكل مرحلة تختص بإنجاز مهام محددة في الدول المراد تصدير الثورة إليها. لقد استمرت إيران بتنفيذ مخطط الخميني، وهى الآن في المرحلة الرابعة من خطتها التوسعية. لقد أصبح تدخلها في الدول المجاورة، دول الخليج وبعض الدول الإفريقية، واضحاً في لبنان وغزة، وبعض الدول الإفريقية كالصومال والسودان واليمن. لقد كشرت عن أنيابها وبدأت تمول المتمردين وتزرع التابعين لها وتمدهم بالسلاح والأموال لتنفيذ مخططها التوسعي مبدأ ومذهباً. وآخر ما قامت به هو التدخل في اليمن ومد الحوثيين في شمال اليمن بالمال والسلاح وتأنيبهم على الحكومة اليمنية وكذلك استغلالهم كأداة ضغط على المملكة العربية السعودية، حيث حركت فصائل من المتمردين الحوثيين للتدخل في جنوب المملكة بمنطقة جازان وكذلك هددت المملكة على لسان مسئوليها، بأنها ستقوم بأعمال غوغائية أيام الحج باسم البراءة من الكفار، أمريكا وإسرائيل، كما هدد رئيسها أحمدي نجاد أنه في حالة معارضة السعودية على القيام بمظاهرات البراءة في مكة فسوف تسلك إيران مسلكاً آخر، وهاهي الآن تتدخل في شئون المملكة ويتسلل عملاؤها من الحوثيين إلى أرض المملكة للتخريب وسلب ممتلكات سكان المناطق المجاورة. لقد اتخذت شعار البراءة من الكفار لذر الرماد على العيون وخدع ضعفاء البصيرة في الدول الإسلامية والعربية لتحظى بالتأييد ممن أغرتهم بالمال والسلاح وكذالك إلحاق الضرر في المسلمين في موسم الحج بهدف إظهار عجز المملكة عن حماية أمن حجاج بيت الله الحرام أمام العالم الإسلامي. لقد شعر الملالي في إيران بالخطر الذى بدآ يهدد كيانهم، حيث بدا الشعب الإيراني بالتذمر من سيطرتهم واستبدادهم، وبدأت المظاهرات التي قوبلت بقوة السلاح من قبل الفئات التابعة لسطوة الملالي، وعندما وجدوا أنفسهم واقعين تحت ضغط الشعب المعارض لسياسة الاستبداد، فكروا في إشغال المواطن الإيراني بخلق قلاقل خارج حدوده بهدف إشغاله ولو بصفة مؤقتة عن مقارعة سلطة الآيات في إيران، وكسب الوقت لتدبير أمورهم ليبقوا على رأس القوة النافذة والمسيطرة في إيران وعدم إعطاء الفرصة للقوى الداخلية الإيرانية في إزاحتهم إلى الأماكن الخلفية التي كانوا يقبعون فيها أيام حكم الشاة. * مدير كلية الملك فهد الأمنية سابقاً عضو مجلس منطقة الرياض حاليا