انتصرت ثورة الشعوب الواقعة ضمن جغرافية ما تسمّى بإيران في نهاية فبراير1979، بتمكنها من إسقاط نظام حكم الأسرة البهلوية المستبدة، وانتكست تلك الثورة باستيلاء الخميني والملالي على دفة الحكم في إيران. وسرعان ما بدأ التحضير لاندلاع ثورة مضادة على الفئة الانتهازية المستولية على الثورة، إلا أنها وئدت قبل ولادتها تحت وطأة التصفيات والاغتيالات والمجازر الخمينية. وأطلق الخميني جزافاً تسمية “الثورة الإسلامية الإيرانية” على ما شهدته إيران من أكبر حراك جماهيري، وتبنّى مبدأ تصديرها الى الخارج، واهماً نفسه بتشكيل حكومة عالمية يقودها من طهران. وتحقيقاً لهذه الغاية المنبثقة من العقلية الفارسية التوسعية، أنشأ الخميني مؤسسات داعمة تحت مسميات مُريبة كمؤسسة الشهيد والمستضعفين ومنظمة علماء المجاهدين. وبعد 33 عاماً من استيلاء الخميني على الحكم، ضخّت إيران مليارات الدولارات سواء على تلك المؤسسات، أو ل: 180 مدرسة دينية ومركز ثقافي إيراني في العالم، يعمل على الترويج للأيديولوجية الفارسية التوسعية، ولكننا لم نجد نموذجاً واحداً في أي من بلدان العالم يقتدي بالنموذج الخميني على الصعيد الرسمي. وفي الذكرى 33 لانتصار ثورة الشعوب الإيرانية، ومن قبر الخميني، صرّح أحمدي نجاد، بأن يقظة وصحوة الشعوب العربية مستنبطة من الفكر الخميني. والمفارقة الكبرى تكمن في كون الثورات العربية قد صدّرت نفسها بنفسها دون إنشاء مؤسسات داعمة لها ودون أن يُبذل عليها ولو واحد بالمائة من تلك الأموال الطائلة التي بذلت لتصدير الثورة الخمينية، ولعل السبب في ذلك يعود الى كون الثورات العربية هي ثورات الحق على الباطل، على عكس الثورة الخمينية التي هي ثورة الباطل على الحق.