سمعت صوت البشير.. سيدي ولي العهد الأمين قادم وأبشرك بخير وعافية.. لم أنتبه لنفسي إلا وأنا قد انتصبت قائماً أكيل لمحدثي عبارات الشكر والدعاء بألا يسمع في من يحب إلا كل خير ثم عدت إلى مقعدي تمر بخاطري في ثوانٍ أحداث متلاحقة، يوم سمعت باستعداد سموه للسفر للخارج للعلاج هرعت إلى هاتفي أجري مكالمات هنا وهناك، تأكدت فرفعت يدي إلى السماء «يا رب.. يا عزيز.. يا كريم.. يا شافي.. مُنَّ على عبدك بالشفاء وألهمه الصبر على البلاء ورده لنا سليماً معافى إنك على كل شيء قدير». لست بصدد الحديث عن انجازات سيدي، تاريخ حافل من التفاني في خدمة هذا الوطن لن تضيف كلماتي له شيئاً، خبرته عن قرب بحكم عملي أكثر من عقدين من الزمان في وزارة الدفاع والطيران، وتابعت طوال حياتي أعمال سيدي وانجازاته كرجل دولة من الطراز الأول في كل موقع عمل فيه. ولكني سأتحدث عن سلطان الخير، سلطان العاطفة، سلطان الحب الذي لا يتوقف.. سلطان الإنسان. لم أرَ سيدي سلطان يوماً إلا بثت في كياني تلك الابتسامة الدائمة شعوراً لا يوصف من الطمأنينة. لم أصافح وأقبل تلك اليد الحنونة يوماً إلا وشعرت بقبضته على يدي وكلماته الأبوية الحانية.. ومن ثم آخذ مكاني أراقب سيدي ينهي مصافحة الحاضرين متأملاً محياه ويديه.. مراقباً ابتسامته التي لا تبدو لها نهاية.. ومتابعاً اهتمامه وسعادته بكل من يصافحه وكأنه الوحيد الذي قدم للسلام عليه.. أسرح بفكري متسائلاً.. أيعقل أن يملك إنسان كل هذا الكم من العاطفة؟ قد لا يعلم الكثيرون كم دمعة ذرفتها عينا سيدي وهو يقرأ خطابا من مواطن أو مواطنة يشكو له جور زمان. قد لا يعلم الكثيرون كم من الغضب قد ينتاب هذا الرجل انتصاراً لظلم وقع على مواطن. وقد لا يعلم الكثيرون كم من الخير وصل للكثيرين من سيدي. مرحباً بك يا سيدي في الوطن الذي هام بك عشقاً واشتاق لك، رماله وجباله تبتسم لعودتك، وشعبك تنبض قلوبهم بالفرحة لرؤيتك سالماً معافى، نرفع أكف الضراعة إليه جل جلاله أن يحفظك ويديم عليك الصحة والعافية ويبقيك ذخراً لهذا الوطن. *مدير عام الشؤون المالية والإدارية بالدفاع الجوي