الكل يعلم ما للأمير سلطان بن عبد العزيز حفظه الله من فضل عظيم على أمته ووطنه ، بل وعلى كل محتاج خارج حدود هذا الوطن ..وكم هي بحاجة الأمة له ولأمثاله من الرجال المخلصين ، وأقل شيء يذكر لسموه رعاه الله أنه رفض الحفل المعد لسلامته ، وأمر بتوزيع المبالغ المخصصة للحفل على الجمعيات الخيرية ، ولو أننا أردنا أن نحصي ما يقوم به سموه ، وما قام به من أعمال جليلة لطال المقام لذكرها ، ولكني أقول إن أقل ما يمكن عمله تجاه هذا العلم هو الدعاء له في ظهر الغيب ، فهو في قلوبنا داخل الوطن وخارجه ، ووالله أن مما أعرف من الناس كبارا وصغارا ، رجالا ونساء ، أطفالا وشيوخا ، من الأقارب والجيران والأصدقاء إلا وهم يدعون له دعاء المحب لحبيبه ، والقريب لقريبه ، ويتابعون الأخبار السارة عن سموه وهو في رحلته العلاجية. صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز حفظه الله رمز من رموز هذا الوطن المعطاء، شموخاً وعزة وأنفة، خيره عميم ، وعطاؤه متدفق ، ووفاؤه متأصل ، وجهه بشوش ، وابتسامته لا تفارق محياه. . وكما نعلم أن لسموه سجلاً حافلاً بأعمال الخير في الداخل والخارج. وقد تم تحويلها إلى عمل مؤسسي تشرف عليه جهات خيرية متخصصة؛ تنظيماً لأعمالها وضماناً لاستمرارها، ومن أبرز تلك الجهات مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ، ولجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة.. فمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية مؤسسة غير ربحية أنشأها ويُنفق عليها سموه منذ العام 1416 ه ) 1995 م(. وللمؤسسة عدد من الأهداف الإنسانية والاجتماعية؛ تتمثل في تقديم الرعاية الاجتماعية، الصحية، والتأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين. كما أن لها أنشطة بارزة في دعم الأبحاث في مجال الخدمات الإنسانية، والطبية، والعلوم التقنية، بالتعاون مع مراكز الأبحاث المرموقة في العالم. وتسعى المؤسسة لتحقيق أهدافها من خلال عدد من المشروعات والنشاطات .. ولجنة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخاصة للإغاثة تهدف إلى تقديم خدمات إنسانية وإغاثية طارئة حيث بدأت في دولة النيجر عام 1998 م بتوجيه من سموه الكريم باسم اللجنة الخاصة للإغاثة في النيجر، ثم ضمت إليها جمهورية مالي عام 1419 ه الموافق 1999 م، وفي عام 1421 امتد عملها لتشاد وإثيوبيا وملاوي وجيبوتي ودول أخرى، وكانت اللجنة تقوم بتسيير القوافل الإغاثية والطبية العامة لمكافحة الأمراض الشائعة، كالملاريا والعمى. كما أقامت العديد من المشروعات التنموية والاجتماعية والصحية؛ كحفر الآبار، وبناء المدار س والمكتبات العامة والمساجد والمستشفيات ومراكز غسيل الكلى . وهناك دعم متواصل من سموه للعديد من الكراسي والبرامج العلمية داخل وخارج المملكة ودعم الباحثين الزائرين والخريجين وطلبة الدراسات العليا والمهتمين بدراسة الموضوعات التي تهم العالمين العربي والإسلامي بما في ذلك اللغة والتاريخ وعلم الاجتماع وعلم الجنس البشري وغير ذلك من العلوم، كما يهدف البرنامج إلى التعريف بمبادئ الإسلام السمحة لتقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب ، وبرنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز للتعاون الأكاديمي والثقافي مع جامعة اكسفورد لتقديم المنح الدراسية للطلبة السعوديين لدراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في مجال العلوم الإنسانية ، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز للتربية الخاصة بجامعة الخليج العربي في مملكة البحرين لإعداد المختصين في مجال التربية الخاصة وتأهيلهم ، ومركز الأمير سلطان للنطق والسمع في مملكة البحرين؛ ويهدف إلى تأهيل ذوي الإعاقات السمعية ، ومركز الملك عبد العزيز لدراسات العلوم الإسلامية بجامعة بولونيا في إيطاليا. ويُعنى هذا المركز بدراسة العلوم الإسلامية والتاريخ والفلسفة واللغة العربية واللغات الشرقية ، ومركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء بجامعة الملك سعود ، وجائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه بجامعة الملك سعود .. ودعم أبا خالد المشروعات العلمية والبحثية امتداداً لإيمانه بأهمية البحث العلمي ودوره في خدمة الإنسانية، وهذا قليل من كثير من عطاء سموه مما يعلمه الجميع ، ويبقى الكثير الكثير مما يقدمه سموه من خير عميم لا يعلمه إلا الله .. اللهم اجعل هذه الأعمال الخيرة في موازين حسناته يوم القيامة إنك على كل شيءٍ قدير . *عميد كلية خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة الطائف