حذر الدكتور يوسف عسيري عميد كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود ربات البيوت والعاملين في مجال النظافة من مؤسسات وغيرها من خطورة خلط مواد التنظيف ببعضها البعض . وكشف الدكتور يوسف وأستاذ الصيدلة الإكلينيكية المشارك في كلية الصيدلة أن الأسواق التجارية انتشر فيها مؤخراً مواد كيماوية ذات تركيز عال باسم منتجات خاصة بالنظافة المنزلية ، قال إن تركيباتها جاءت بتركيز عالي التفاعل ويشكل خطورة فيما لو تم خلطها بأنواع أخرى من المنظفات . وأضاف أن إصابات المنازل والتي استقبلتها أقسام الطوارئ في المستشفيات والمراكز الصحية كشفت عن حالات حروق شديدة وصلت حتى الدرجة الثانية والثالثة مخلفة تشوهات في الوجه واليدين ، قال إنها نتجت عن تفاعلات عنيفة بعد مزج مواد كيماوية خاصة بالتنظيف . وبين أن هناك أنواعاً أخرى من هذه المنظفات وبعد خلطها بمركبات أخرى لا علاقة لها بمنتجات النظافة – وهي ما يروج بعضها بين ربات البيوت بهدف الوصول لتركيبة مثالية للتنظيف - تحدث تفاعلات مرئية أشبه بالمفرقعات وقد تؤدي لرشق السائل في النهاية بجسم الشخص القريب منها ، وأخرى غير ظاهرة التفاعل إلا أن خطورتها تكمن في الغازات والأبخرة السامة المنبعثة منها والتي تحمل تأثيرات مضرة على الجهاز التنفسي على المدى البعيد إن لم يكن على المدى القريب . وطالب الدكتور جهات الرقابة على الدواء بالتشدد في فحص أنواع من المركبات الكيميائية والداخلة في صنع مواد التنظيف ، وسحب المواد الشديدة التفاعل والخطيرة على الصحة العامة عند مزجها بأخرى وتقديم تصنيف علمي مدون لنتائج خلط بعض المركبات ببعضها ليتم التنبيه لها بإضافتها للإرشادات الموجودة على عبوات هذه المنتجات ، ولكي يكون مستخدم هذه المنتجات على اطلاع بنتائجه . من جهته ، أكد الدكتور عبد المحسن الرحيمي مدير الأبحاث والتوعية في الهيئة العامة للغذاء والدواء ، أن الهيئة تدرك خطورة الاستخدام غير الآمن للمنظفات ، وقال إن الأسبوع الوطني الثالث للوقاية من التسمم والذي أطلقته الهيئة بداية هذا الأسبوع تحت شعار ( المنظفات المنزلية .. الأمان في سلامة الاستخدام ) لم يغفل هذا الخطر . وقال إن الهيئة ومن خلال أبحاثها ورقابتها على الغذاء والدواء ، تسحب وبشكل دوري منظم عينات من المنتجات المتواجدة في السواق سواء كانت غذائية أم دوائية وهي ما يدخل في حكمها المنظفات المنزلية بحسب اختصاصات الهيئة العامة للغذاء والدواء ليتم فحصها بمختبرات الهيئة . وقال إن الهيئة حريصة على أن تسحب من الأسواق كل منتج يثبت ضرره على المستهلك بصورة فورية ، مطالباً أولياء الأمور وربات البيوت بأخذ الاحترازات اللازمة للوقاية من خطر منتجات النظافة المنزلية أو الشخصية بشكل عام ، وتنبيه الخدم وتوعيتهم بخطورة خلط مواد التنظيف . وحذر الرحيمي من التساهل في خلط هذه المركبات بصورة عشوائية غير مقدرة لعواقب التفاعلات داخلها ، مطالباً مستخدم هذه المواد بلبس قفازات اليدين ولبس الكمامات عند استخدام مواد النظافة ذات الروائح النفاذة والمزعجة كالكلور . الجدير ذكره أن حصيلة الموت بسبب ملوثات المنازل الكيميائية بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية هي وفاة حوالي مليوني طفل سنوياً .