الأرض التي عرفت ملامح الأمير سلطان بن عبد العزيز والوطن الذي تربى على ابتسامته الناصعة التي تسلب القلوب والألباب وشخصيته الوطنية الرحمية التي عرفت بالخير حتى اقترن باسمه، والشباب والرجال والنساء والأطفال السعوديون الذين لا تكاد تخلو ذاكرتهم من موقف أو فعل أو خير تدفق عليهم من يدي الأمير يعيشون ويعيش الوطن كله هذه الأيام احتفاءه الوطني الكبير بعودة الغيث والخير سلطان بن عبد العزيز بعد أن اشتاقت إليه العقول والقلوب وهو في رجلة علاجية خارج المملكة، ها هو يعود اليوم للوطن، لتستقبله العيون والقلوب التي اشتاقت إليه كثيرا. الحب الكبير الذي يحظى به سمو سيدي ولي العهد في نفوس كل الناس، تضاعف طيلة فترة غيابه عن الوطن، وأصحبت المحبة اشتياقا عارما نشاهده ونسمعه على ألسنة الناس من جميع الأعمار، وبعد أن من الله على سموه بالعافية اتسعت صدور أبنائه وبناته من المواطنين فرحا وحمدا لله أن من عليه بالعافية، لأن عافية سموه هي عافية لكل القلوب والتي تعلقت به رجلا وقائدا وواحة من الخير والعطاء والإحسان. وإني إذ أحمد الله الذي من علي بأن أحظى بثقة كريمة من سمو ولي العهد في أكثر من مشروع وطني، أدرك الآن أن ما تعلمته من سموه من أن توجيه كل الفعاليات والمؤسسات لخدمة الأهداف الوطنية والتنموية هو صميم العمل الوطني، وقد قادني اقتدائي بسمو سيدي إلى أن حملت مسؤولية الاقتداء به، وأصبحت كلماته التي حظينا بها وتوجيهاته التي تشرفنا بسماعها خير منير لطريقنا ومسيرتنا. والآن، وأنا في رحلة علاجية خارج المملكة، فقد تشرفت بعافية حقيقية هي سؤال سمو ولي العهد عني، ودعاؤه لي بالشفاء، وهذا شرف لا أختص به أنا، وإنما هو من صفات النبل والكرم والخلق الأصيل الذي لدى سموه. إن ما تعيشه كل مدن المملكة العربية السعودية اليوم لهو أكبر دليل على أن ما بين القيادة والشعب في هذا الوطن ليس علاقة أفراد بدولة، وإنما هي علاقة العائلة الواحدة التي تقوم كل حياتها على الولاء والوفاء والرعاية والحب، وهي الأسس التي رسخها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه، من خلال مواقفه التي تتجه كلها لخدمة الإنسان السعودي في حاضره ومستقبله وتأمين كل سبل العيش الكريم له. إن عودة سمو ولي العهد، بصحبة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ومرجعها وأميرها الذي صنع كل مجدها وتطورها، تجعل من هذه المناسبة أصدق فرصة للاحتفاء والفرح. إن الشعور الوطني الحقيقي الذي تعيشه المملكة هذه الأيام وهي تستقبل سمو ولي العهد ينطلق مما يشعرون به أصلا تجاه سموه من حب وتميز استطاعت شخصيته الكريمة أن تغرسه في نفوس الناس الذين تربوا على سلطان بن عبد العزيز رجلا للخير والعطاء وقامة وطنية شامخة، امتلأت نفوسهم حبا لها، وحين يغيب يملأها الشوق في انتظار عودته والتي من بها الله علينا، وها هو بيننا يفتح في هذا الوطن مسارات الخير والعطاء والكرامة، لتواصل ابتسامته إشراقها على كل الوطن.