لم يكن سلطان بن عبدالعزيز وحده في رحلته العلاجية، كان في رفقته عدد هائل من أبناء شعبه وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، لكن الذي رافقه فعلا هو أخوه سلمان بن عبدالعزيز. في سلمان تتجلّى كل معاني الأخوّة في أعلى وأنقى صورها، لا يبدو في الصورة أبداً وهو إلى جانب سلطان، يحاول أن يختفي وهو الكبير جدا كما نعرفه، يصغر في ظل أخيه، يود كما نقرأ في تعابير وجهه لو أصبح جزءا من صورة سلطان. أي درس تُعلّمنا يا سلمان في الأخوة، انك أنت الأخوة كلها. ما رأيناك إلى جانب احد إخوتك إلا وتلقينا منك هذا الدرس الأرقى في الأخوة. أن تتلاشى في أخيك، أن تصبح نقطة أو خليّة في جسده أو جزءاً من خطوته ونظرته ومشلحه، أن تكون الأقرب في الصورة والأبعد عن الضوء، أن تكون الظل الذي لا يرى، الطل الذي يسند مثل جبل، أن تكون اللغة والأحرف والحركات الصامتة، والتي لا يقرأها إلا من يحلم بأخ مثل سلمان في وفائه ونبله. ما رأيناك في الصورة إلى جانب سلطان إلا ورأينا فيك الأهل والشعب والوطن. من أراد أن يرى الأمير سلمان كبيرا كبيرا فلينظر إليه وهو بجانب أو خلف إخوته الكبار كيف يصبح هذا الأخ غيمة تظلل من حوله بتعابير الأخوة والاحترام التي تنهال من وجهه ومن حركاته وفي كل خطواته. يعود الأخوان وتمتلئ البلاد، ومن أراد منكم أن يرى سلطان فعليه أن يبحث عنه في قلب سلمان، هذا الرجل الذي يحمل في داخله كل إخوته، هذا الرجل الذي يعلمنا معاني الأخوة والوفاء.