الحمد لله على قضائه وقدره وإنا لله وإنا إليه راجعون.. متبوعة بدعاء المولى جل وعلا أن يتغمد الفقيد برحمته ويكرم نزله ويوسع مدخله ويغسله بالماء والثلج والبرد كانت هي اللوحات التي وجهت ببثها على شاشات جامعة الملك سعود صباح الباكر من يوم السبت الموافق 24/11/1432ه بعد نعي خادم الحرمين الشريفين أخاه ولي العهد في بيان مؤثر. كانت اتصالات ورسائل المواطنين بتعزية بعضهم البعض تحمل مدلولات عظيمة على مكانة ذلك الرمز الغالي وعلى قوة التلاحم بين القيادة والشعب وكنا ذلك النهار بين صدمة الحدث وبين واقع التلاحم فلا تسألني عن مشاعري وأنا أتلقى تعزية زملائي الأساتذة والموظفين وبين تعزيتنا لطلابنا وأحبائنا. خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز في ظل هذا الموقف المؤثر تعلمنا منكم معاني الآصالة والوفاء، البذل والعطاء، قطعكم لعلاجكم بالمدينة الطبية أقلقنا عليكم وتمنى كل مواطن أن يواسيكم ويخفف عنكم، خروجكم للمطار ووقوفكم أمام الجثمان اعتصر قلوبنا وكأني بكم لبستم تلك الكمامة إرضاء للأطباء ظاهراً ولكنها كانت لإخفاء الكثير من حزنكم رفقاً بشعبكم، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فأرفق به» رواه مسلم. إصراركم على الصلاة على الفقيد الغالي رسالة صامتة هزتنا في أعماقنا، لقد تعلمنا منكم الكثير ولكن في هذا الموقف الجلل تعلمنا من قامتكم الرفيعة أصالة الأخلاق وحسن الذات وبمثلكم تتفاخر الأمم، وكم أتمنى لو كنت بقربك لأقبل يداً أمرت باقتصار تقبيلها على الوالدين وأنت والدنا متعك الله بالصحة والعافية. ولي العهد نايف بن عبدالعزيز صورتكم تحملون نعش الغالي على كتفكم رسالة عظيمة تلخص مجلدات في معاني الأخوة والمحبة والوفاء. فلله دركم ما أنقى معدنكم وما أحسن ذاتكم في الوفاء لأخيكم فقيد الوطن، دعواتكم المولى عز وجل للفقيد أسأل الله أن يتقبلها وأن يرزقكم الصبر والسلوان على فراق أبي خالد. وكم أتمنى أني بقربك لأقبل كتفاً حمل غالينا وأثر في أعماقنا، أسأل الله جل وعلا أن يعينكم وويوفقكم ولياً للعهد وعضداً وسنداً لوالدنا خادم الحرمين الشريفين. سلمان بن عبدالعزيز «حظ من أنت أخوانه» تختصر كثير من الكلمات، تعلمنا منكم أبا فهد في هذه الأزمة معاني الأخوة ومعادن الرجال، بينما رأينا غلبة السياسة على مفاهم الأخوة في قراءتنا لسير الدول والأمم أعدت لنا تأصيل الأخلاق النبيلة والأخوة الصادقة، مرافقتكم لولي عهدنا رحمه الله طوال فترة علاجه وبقاؤكم بجانبه رغم مسؤولياتكم العظيمة والجسمية وهكذا كنتم مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله يؤكد على معان عظيمة لا توجد إلا في النادر من الرجال على مر التاريخ وإننا أبناؤك وإخوانك لنفخر ونفاخر بمثل هامتك وقامتك وأصالتك عندما تتفاخر وتزهو الشعوب بقادتها ورجالها. إن رسمة الحزن تسبق الألم على محياك أثناء وصولكم بالمطار وعند حملكم للنعش وخلال وقوفكم أمام القبر هزت وجدان أبنائك وإخوانك وأحبائك، وكم أتمنى لو كنت بقربك لأقبل هامة ورأساً علمنا دروساً في معاني الأخوة والوفاء والرجولة بمعانيها الراقية. خالد بن سلطان أعزيكم وإخوانكم الكرام بفقدان غاليكم وغالينا وإن كانت مصيبتكم عظيمة ومصابكم جلل لكنه مصاب وطن. إن اقتران أسمائكم بسلطان لتشريف وتكليف، فهي مسؤولية عظيمة وأنتم بإذن الله أهل لها. مسؤولياتكم والتزاماتكم لم تثنكم ولن تعيقكم أن تكونوا بجوار والدكم في رحلة علاجه ولحظاته الأخيرة وكم كانت قسمات وجهكم أثناء وصولكم للرياض معبرة عن مدى حزن عميق وألم صامت. إن المنظر المهيب لاجتماع خادم الحرمين الشريفين برئيس وأعضاء هيئة البيعة وما اكتنفه من مظاهر الولاء والمحبة والتكاتف لهي رسالة واضحة لأبناء هذا الوطن ولجميع دول العالم تحمل مضامين عظيمة ودلالات راسخة. أحمده سبحانه على ما حبانا به من نعمة الأمن والاستقرار والكرامة والعزة. أسأل الله العلي العظيم أن يجعل قبر أبي خالد روضة من الجنان وأن يرزق إخوانه وأبناءه وأحباءه الصبر والسلوان وأن يحفظ هذه البلاد بحفظه. * عميد التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد بجامعة الملك سعود