إذا كانت شبكة الطرق في المملكة العربية السعودية تشكل منظومة عملاقة تصميماً وتنفيذاً وأداء فإن من بينها مجموعة من المشروعات ذات التميز الخاص الذي يتقدم بها إلى مستويات عالمية في تأكيد على المنهج الذي اختارته المملكة لبرامج التنمية ومشروعاتها المختلفة القائمة على مراعاة استيعاب متطلبات الغد وهي السمة البارزة في طرق المملكة حيث سارت وزارة النقل على هذا النهج واستحدثت الكثير من وسائل التطوير والتحديث. وقد أولت الدولة تلك المشروعات اهتماماً خاصاً ودعماً سخياً تمثل في إطار الدعم المتواصل لحركة البناء والتعمير والنهضة وحرصها على ربط المملكة بشبكة من الطرق وإدخال وسائط النقل الحديثة لبعض مشاريع الطرق والجسور والأنفاق ذات الأهمية الاستراتيجية والحيوية محققة بذلك نقلة نوعية في إنجازات الطرق خدمة للمواطن في هذا البلد المترامي الأطراف وشكلت تلك المشاريع دفعة قوية للقطاعات الزراعية والصناعية والتجاري والسياحية وفك الاختناقات المرورية وتقليل حوادث الطرق وأصبحت معالم حضرية شامخة تجسد اهتمام الدولة وسخاءها في بناء الطرق والجسور بأحدث ما توصلت إليه التقنية العالمية في هذا الجانب. ويعد هذا الجسر المعلق على وادي لبن في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة الرياض واحداً من أكبر الجسور المعلقة في العالم والأول من نوعه في المملكة وذلك من حيث التصميم والبناء وأسلوب التنفيذ وهو إضاءة فريدة في سلسلة المشروعات المميزة التي تفخر بها الدولة ممثلة في وزارة النقل باعتباره جوهرة في عقد مشروعات الطرق وقد جاء تصميم هذا الجسر وبنائه استجابة طبيعية للعوامل البيئية المحيطة حيث حافظ على طبيعة الوادي دون المساس بأية خدمات أو عناصر طبيعية متواجدة فيه بل أيضا بعداً جمالياً للنهضة العمرانية التي تشهدها مدينة الرياض. ويعتبر هذا المشروع أحد أجزاء الضلع الغربي لطريق الرياض الدائري وبدون هذا الجسر لا يمكن الاتصال بطريق جدة السريع أو الوصول إلى غرب وجنوب الرياض للقادمين من الدائري الشمالي. واعتمد في تصميم الجسر على دراسة تحليلية مكثفة لمعرفة تأثير الأحمال الثابتة والمتحركة بما في ذلك أحمال الرياح والزلازل كما أكدت الاختبارات التحليلية كفاءة التصميم ومقاومته لعناصر السحب وانسيابه الكافي لمقاومة الرياح. وجاء التصميم طبقاً للمواصفات القياسية العالمية والتي تم تطويعها لتلائم بيئة الموقع الذي نفذ فيه الجسر ومن ذلك تعديل حمولات العربة التصميمية لتصبح 65طناً مع استخدام سرعة تصميمية للرياح مقدارها 33م/ث المتوقع حدوثها خلال خمسين عاماً كما أخذ في الاعتبار مقاومة الزلازل على أساس معامل تسارع الجاذبية (0.0005) ج وتم تحليل المنشأ للأحمال المتحركة الديناميكية باستخدام التحليل ثلاثي الأبعاد ذي الترددات متعددة الأطوار. ويبلغ طول الجسر (763) متراً ويتكون من ثلاث فتحات (179.405.179) متراً على التوالي ويبلغ عرض الجسر (35) متراً ويتكون من اتجاهين تفصل بينهما جزيرة وسطية بعرض 5.40أمتار ويتكون جسم الجسر (بلاطة الجسر) من كمرة صندوقية بعمق 5أمتار أما أعمدة الجسر فتتكون من عمودين شمالي ارتفاعه (72.5) متراً وجنوبي (80.5) متراً أما برج الجسر فهو بارتفاع (90) متراً وقد بلغت التكلفة الإجمالية لمشروع الجسر حوالي (098.175.091) ريالاً سعودياً وقد استغرق العمل بالمشروع حتى تاريخ إنجازه ست سنوات وستة شهور من بدء العمل في تنفيذه في 1413/12/23ه الموافق 1993/6/13م. والجديد في هذا الجسر طريقة التحميل حيث تتم بواسطة كوابل التعليق من وسط الجسر وليس من الجوانب كما هو الحال في معظم الجسور المعلقة بالإضافة إلى ان المعدات والأدوات الخاصة بتجهيز كوابل التعليق ومعدات الشد الخاصة بهذا المشروع قد صممت خصيصاً لهذا الجسر وكذلك توفير معدات خاصة مثل رافات وحدات بلاطة الجسر المسبقة الصب والتي يصل وزن القطعة الواحدة منها ما بين (581- 235) طناً. يما بلغ حجم الخراسانات المستخدمة لبناء الجسر 47.500م 3ووزن حديد التسليح العادي (5900) طناً وحديد الشد مسبق الاجهاد (585) طناً وحديد كوابل التعليق (1700) طن وبلغ الطول الإجمالي لجدائل كوابل الشد والتعليق ما يعادل (1824) كيلاً طولياً واشترك في تنفيذ هذا المشروع العملاق أكثر من 300عامل ومهندس وفني.