مشاهدات الأسبوع أحرص على مشاهدة فيلمين في كل ليلة وإذا لم تسمح الظروف ففيلم واحد على الأقل؛ المهم أن لا ينتهي يومي إلا بنفحة سينمائية تعيد التوازن إلى نفسي بعد ساعات من العمل المرهق. وبفضل هذا الجدول الإلزامي تمكنتُ من التهام ما لا يقل عن عشرة أفلام أسبوعياً, مقتربا من تحقيق هدفي القديم: أن أشاهد كل الأفلام التي ظهرت قديماً وحديثاً. وهنا سأضع اثنين من الأفلام التي شاهدتها هذا الأسبوع: The Proposal نجمة شباك التذاكر ساندرا بولوك في دراما رومانسية لا تضيف جديداً, فهي هنا تكرر الظهور في ذات الشخصية النمطية التي قدمتها في أفلام سابقة؛ شخصية المرأة القاسية التي لا تعرف الحب إلا بعد مأزق تمر به مع أحد الرجال الوسيمين, فثلما فعلت مع الممثل بين أفليك عام 1998 في فيلم (قوى الطبيعة-Forces of Nature) ستظهر ساندرا في فيلمها الأخير The Proposal مع الممثل رايان رينولدز في نفس القالب وبشخصية سيدة كندية تعمل في أمريكا مديرةً لإحدى دور النشر الكبيرة, وهي تواجه خطر الترحيل إلى بلادها, وتبحث عن طريقة سحرية تنجيها من هذا المصير, وتجد الحل في الزواج من سكرتيرها الأمريكي والذي رغم كراهيته الشديدة لها يضطر للموافقة بعد وعده بالترقية التي يحلم بها. ومن أجل ضبط المخطط وخداع إدارة الهجرة يسافر الاثنان إلى بلدة السكرتير لقضاء عطلة نهاية الأسبوع بين الأهل وهناك تستمر الأحداث بين خطيبين يكرهان بعضهما بشدة. الفيلم ممتع وخفيف كما هي عادة أفلام ساندرا بولوك التي تعتمد على الكليشيهات المألوفة في الأفلام الرومانسية دون عمق. وهذه أيضاً نفس الأجواء التي برع في تقديمها الممثل رايان رينولدز في أفلامه الأخيرة والتي تميزت بطابعها المسلي مثل فيلم Definitely, Maybe - 2008 وَفيلم Chaos Theory – 2007. The Answer Man قبل أربع سنوات ظهر الممثل الأمريكي جيف دانييلز في فيلم مستقل رائع عنوانه (الحبار والحوت-The Squid and the Whale) بشخصية كاتب فاشل يعاني في حياتيه الأدبية والاجتماعية, وقد رشح عنه لغلودن غلوب أفضل ممثل. في هذه السنة سيقدم دانييلز في فيلمه الجديد The Answer Man دور الكاتب مرة أخرى لكنه سيكون كاتباً ناجحاً جداً بفضل كتابه الروحاني (الله وأنا) الذي ألفه قبل عشرين سنة. هذا الكاتب المدعو ب»أرلين فيبر» يعاني من رهاب اجتماعي ويعيش في عزلة عن البشر جعلت جميع قرائه يحلمون بلقائه في الشارع أو على الأقل مشاهدته في لقاء تلفزيوني. وكلما ازدادت عزلته تضخمت أسطورته أكثر وأكثر. وفي الذكرى العشرين لتأليف الكتاب يواجه أرلين فيبر معضلة كبيرة بعد أن انكشفت شخصيته أمام طبيبة مبتدئة, وصاحب مكتبة متواضعة يعاني من أزمة روحية ويحتاج إلى أجوبة مقنعة لأسئلة تكاد تعصف بعقله. الفيلم جميل يحوي قبساً من جمال السينما المستقلة بأجوائها الرصينة. وهو أول فيلم للمخرج جون هياندمان.. أما الممثلة لورين غراهام التي أدت دور الطبيبة إليزابيث فستواصل الظهور بشخصية المرأه الطيبة والحنونة التي سبق وأن قدمتها في عدة أفلام سابقة مثل (ومضة العبقرية-Flash of Genius) وَ(طيور أمريكا-Birds of America) عام 2008 وَ(إيفان العظيم- Evan Almighty) عام 2007.