أجمعت خطب الجمعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي وعدد من جوامع العاصمة الرياض ومناطق المملكة ليوم أمس على ضرورة محاسبة المتسببين في "كارثة جده"التي لاتزال أرقام ضحاياها في ازدياد انتصاراً لأسر الغرقى والمكلومين وإحقاقاً للحق، ونوه خطباء الجمعة في خطبهم بالتدخل الفاعل لولي الأمر خادم الحرمين لتصحيح الوضع وتوجيهه بعدد من القرارات الحازمة ورفعوا خالص تعازيهم للقيادة الرشيدة في ضحايا السيول منوهين بموقف ولي الأمر واستشعاره للمسؤولية وتأكيده أنه لاتهاون في المحاسبة لكائن من كان، فيما وصف عدد من خطباء الجوامع بالرياض من سمح بإسكان وبناء الأبرياء لمنازلهم في بطون الأودية بأنه خائن للأمانة ويجب محاسبته وترحموا على الضحايا وأعربوا عن تقديرهم للموقف الشجاع لخادم الحرمين بمحاسبة المتسببين أياً كانوا . وفي المسجد الحرام قال الشيخ الدكتور صالح بن حميد إن الملك عبدالله رفع لواء المساءلة على كل مقصر في مكاشفة ومصارحة ومحاسبة وأشعر كل مسؤول بالأمانة الكبيرة وأنه لاتهاون في المحاسبة . وأكد إمام وخطيب المسجدالحرام أن ولي الأمر أكد في موقفه تجاه ماحدث في جدة أن للمسؤولية تبعات يجب أخذها بالحسبان وليس فوق المساءلة كائن من كان ،مضيفاً أن موقف ولي الأمر وهو يمارس مسؤوليته نحو شعبه وبلاده وكل من تحتضنهم هذه الأرض مستشعراً عظمة واجبه الديني والوطني والإنساني سعياً في إبراء الذمة ورعاية للحقوق في منهجيه جلية تلزم كل مسؤول أن يضعها نصب عينيه. وقال ابن حميد إن ولي الأمر استشعر أنين المكلومين ولبى استغاثة المنكوبين حيث فضح الحق الملكي كل من يهون من حقوق الناس أو يقلل من مآسي البائسين. جموع المصلين في المسجد النبوي وقال ان النصح لأخيك محبه فتنصح اخاك وتقبل نصيحتك وتحب الناصحين مؤكدا ان النصيحه هي معيار الحب الصادق وعنوان الاخوة الخالصة فالنصيحة كلمة جامعة وغايتها ارادة خير لمنصوح وتحصيله له وارشاده اليه وتنبيهه الى اجتناب العيوب والتحذير من الانحراف بالقول والعمل والمعاملة . وقال :لا خير في قوم لا يتناصحون ولا خير في قوم لا يقبلون النصيحة ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين مشيرا ان النصيحة قيام بالمسؤولية واعذار من الله عز وجل وان من النصيحة للرعية والنصح بالمسؤولية ما تجلى في موقف ولي امر هذه البلاد حفظه الله وهو يمارس مسؤليته نحو شعبه وبلاده وكل ما من تحتضنهم هذه الارض الطيبة من مواطنين ومقيمين مستشعرا عظمة واجبه الديني والوطني والانساني فلا تأخذه في الله والحق لومة لائم سعيا في ابراء الذمة ورعاية للحقوق في منهجية جلية تلزم كل مسؤول ان يضعها نصب عينيه اذ اضطلع حفظه الله بكل مهامه القيادية في ديانة راسخة وجمع بين المصداقيه والحزم والرحمة والعدل والحكمة وسداد الرأي فرفع لواء المساءلة على كل مقصر في مكاشفة ومصارحة ومحاسبة فأشعر كل مسؤول بالدولة بالامانة الكبيرة التي يحملها فلا تهاون في المحاسبة . مؤكدا حفظه الله وسدده ان للمسؤوليات تبعات يجيب اخذها بالحسبان وليس احد فوق المساءلة كائناً من كان . وقال امام وخطيب المسجد الحرام اننا نحسب ذلك من النصح الصادق الذي عزز ثقة المواطن والمقيم في ولي الامر وحسن رعايته حفظه الله فلقد كان حفظه الله يستقطن القلب المؤمن والضمير المخلص كما يستشعر انين المكلومين ويلبي استغاثه المنكوبين . ولقد فضح الحق الملكي كل من يحاول ان يهون من حقوق الناس او يقلل من مأسي البائسين مشيرا انه من النصح لولي الامر ان يقف الجميع صفاً واحداً خلف الامام الصالح الذي يريد اقامة الحق والعدل وينصب ديوان المحاسبه لكل مقصر فحفظ الله امامنا وولي امرنا قائداً اميناً وراعياً مخلصاً ومناراً للامال وقلعة يحتمي بها المظلوم ويلجأ اليها صاحب الحق ملاذا بعد الله عز وجل في السراء والضراء وشد عضده بأخيه وولي عهده واعانه باخوانه واعوانه الامناء المخلصين . وفي المدينةالمنورة دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي - في خطبة الجمعة أمس - الله عزوجل أن يتقبل المتوفين في المواجهات مع المتسللين وغرقى سيول جدة بواسع رحمته رافعا عزاء المسلمين فيهم إلى خادم الحرمين الشريفين وكافة ذويهم وأقاربهم . وقال :لقد ساء المسلمين إساءة عظيمة وشق عليهم وكدر صفو سرورهم ما قامت به فئة المتسللين عبر حدود المملكة في الشهر الحرام بسفكها الدم الحرام وإخافة الآمنين ، وقد ظنت هذه الفئة أنها ستحقق بعض أهدافها ،ولكن الله تعالى بمنه وكرمه وقى شرها وردها على أعقابها خائبة،نسأل الله تعالى أن يطفئ فتنة هذه الفئة المعتدية ،وأن يكف شرهم ويدحرهم في عافية لجنودنا وحفظ لحدودنا وأمن للمواطنين في الحدود ،وأن يتقبل المقتولين من جنودنا في الشهداء فإنهم قاتلوا عن الدين وحوزة الإسلام،وأن يرد المفقودين سالمين، وأن يحسن عزاء خادم الحرمين الشريفين وذوي الشهداء ، وأن يغفر للمقتولين ،وأن يعيذنا من مظلات الفتن ،وأن يحفظ لنا أمننا واستقرارنا. كما دعا لشهداء سيول جدة قائلا : وفي هذه الساعة المباركة ندعو بالعزاء والمغفرة لمن لقوا ربهم يوم الأربعاء الثامن من هذا الشهر بسبب السيول فأحسن الله عزاء خادم الحرمين الشريفين فيه وأحسن عزاء ذويهم وجميع أقربائهم وأجارهم في مصيبتهم وعوض الموتى جنات النعيم موصياً بالصبر الذي وصفه ب " مركب المؤمنين " مستشهدا بقول الله عز وجل: " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور " ونوه بما يقوم به ولاة الأمر - حفظهم الله - تجاه ضيوف الرحمن قائلا : الحمد لله الذي جعل قادة البلاد أمناء على الحرمين الشريفين يسعون لكل ما فيه راحة الحجاج والمعتمرين والزائرين وتيسير أمورهم والأخذ على يد كل من يريد بالحج سوءا ، وسيجدون أعمالهم الخيرة في صحائفهم عندما يجزي الله المحسنين .