ما بين تاريخ الثالث والعشرين من شهر ذي القعدة من عام 1429ه وحتى هذا اليوم الجمعة الموافق السابع عشر من شهر ذي الحجة من عام 1430 ه يكون قد مضى عام وثلاثة وعشرون يوما على غياب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام عن الوطن في رحلة سموه العلاجية ويرافقه في هذه الرحلة وفي هذه الغيبة الطويلة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض . هذا الغياب الطويل لسموهما الكريمين هو غياب غير مسبوق..ولكنه غياب إجباري عن الأهل والوطن جاء بإرادة الله سبحانه وتعالى لظروف صحية..وإن شاء الله انه غياب قربت نهايته باقتراب عودة سموهما الكريمين إلى أرض الوطن والأهل خلال الأيام القريبة وقد كتب الله لسمو ولي العهد الشفاء التام وتمام الصحة والعافية إن شاء الله . سلطان غاب عن الوطن للعلاج..وسلمان غاب عن الوطن وعن الرياض من اجل سلطان..وكان غيابا تجسدت خلال كل أيامه بل وخلال ساعات أيامه ودقائقها كل صور الشوق والاشتياق لسمو ولي العهد ولسمو الأمير سلمان..وهو شوق صوره أبناء الوطن بكافة شرائحه نساءً ورجالاً من خلال كل المجالات وفي كل اللحظات وبكل إخلاص ومحبة. ففي كل وسيلة إعلامية..وفي كل مجلس..وفي كل ملتقى..وفي كل بيت وفي كل مكتب لا يخلو الحديث عن السؤال عن عودة سمو الأمير سلطان إلى أرض الوطن..يوماً بعد آخر يتكرر أيضاً انتظار الخبر السعيد والجميل بموعد وصول سموهما إلى أرض الوطن..سؤال ظل فارضاً نفسه في كل مجلس وفي كل ملتقى..سؤال يتكرر مع كل نشرة أخبار تحمل إطلالة سمو ولي العهد وهو في تلك الرحلة..سؤال ينتظر إجابة تنقل إلى مسامع الجميع الخبر الجميل عن موعد وصول سمو ولي العهد ومعه سمو الأمير سلمان إلى أرض الوطن أرض الخير. هذا الشعور الوطني الطبيعي والإحساس الاجتماعي الصادق..وهذا الاشتياق المتزايد في قلوب الناس نحو ولاة الأمر حفظهم الله ليست إلا مقاييس طبيعية جداً وتلقائية تعكس الحب والإخلاص وتفرز أروع صور عمق العلاقة الوطنية بين الشعب وقيادته في كل اللحظات وفي كل الظروف..علاقة مثالية متوازنة من جيل إلى جيل في هذا الوطن لتؤكد ولله الحمد صورة من صور الخصال الحميدة التي ينعم بها الوطن على مدى كل السنين. عام..وثلاثة وعشرون يوما..هي حتى اليوم مدة غياب سمو ولي العهد ومعه سمو الأمير سلمان..هي في حساب الأيام والتاريخ قد تكون قليلة جداً وقد تكون أياما طبيعية جداً كسائر أيام الزمن والتاريخ...ولكنها أشهر وأيام وساعات كانت في حساب المواطن السعودي أياماً مختلفة عن كل أيام الزمن..وهي مدة زمنية أطول من كل أيام التاريخ..أياماً حملت في كل ساعاتها ودقائقها أكبر من مجرد أنها قياس للزمن..هي عام وزمن طويل جداً أطول من كل سائر السنوات والأيام..فالناس جميعاً يرون أن سمو ولي العهد ومعه سمو الأمير سلمان بعيدان عن الوطن طيلة هذه الأيام.. واليوم..الوطن..الناس ينعمون ويعيشون هذه الأيام في مناسبات وأفراح سعيدة..أولها مناسبة عيدالأضحى المبارك وفرحة نجاح حجاج بيت الله في حجهم بكل يسر وسهوله وطمانينة وفرحة، ونجاح جنود الوطن في صد المعتدين وتطهير الحدود الجنوبية من المتسللين، وفرحة أمطار الخير والبركة على الوطن .. ومع هذه الأفراح المتتالية ولله الحمد على هذا الوطن وشعبه..فإن الوطن والناس جميعا على مقربة إن شاء الله مع فرحة كبيرة قادمة.. فرحة مختلفة فرحة منتظرة منذ عدة أشهر.. فالوطن .. والناس جميعا .. يترقبون ويتطلعون الى الفرح المرتقب .. بعودة سمو ولي العهد وسمو أمير الرياض إلى أرض الوطن الغالي في القريب العاجل جدا إن شاء الله ..