قال الشباب كلمتهم: ( كلنا دونك يا الحد الجنوبي).. بمشهد يقشعر منه مشاعر فخرنا واعتزازنا بشبابنا عامة كجنود ودروع دون الحمى، وعرض البلاد وحدوده. كانوا صفاً واحداً ليسوا فقط أولئك الجنود المرابطين والمرخصين الأرواح فداء منذ اختاروا شرف العمل بالسلك العسكري، فهؤلاء تعجز المعاني عن رصد وتشكيل ما يرقى لقدرهم، وصور استبسالهم التي سيخلدها التاريخ أوسمة يفاخر بها ذووهم وأهلهم، وكلنا أهل لهم ونعتز بقوتهم، ونشد على أيديهم، إنما الصورة الأكمل بأولئك الطلاب والشباب المتطوعين لمؤازرة المصاب يوزعون الوجبات، ويدعمون أخوانهم النازحين، ويساندون القائمين على الرعاية والخدمات هناك على الحدود. ..عدوه نداء واجب وطني في مناطق النزاع فهبوا وأجابوا النداء، عتادهم مشاعر صادقة نحو الوطن وشعبه، ولواؤهم "الله والمليك والوطن"، وسلاحهم عزيمة وحب، ونفوس تحمل العزة والشمم والوطنية والإقدام، والغيرة على عرض البلاد من كل غاصب. .. هؤلاء أبناؤنا الغصة في حلق العدو، والطعنة في خاصرة المعتدي الأثيم. سجلوا صفحة جديدة بلون الولاء والانتماء ووحدة الصف بخطوط تصوغ معنى يتصدر أسطر كياننا السعودي الشامخ، ومنهم وفيهم سيجسد مثال يثبت ويؤكد ويذكر بتلك المعاني، والخافي في جعبة بِرهم بوطنهم أعظم. "هذه أرضنا ونحن دونها" قالها حتى الوليد مع صرخة الميلاد وأول انتسابه للدنيا. ولم أجد أنا إلا هذا القلم لأستله رمحاً يشاركهم، وارتأيت أن أُدوِّن به شكراً وعرفاناً يساندهم، وكلمات هزيلة لن توازي فعالهم ولكن العبرة بنية مناصرتهم. دمتم يا عز الوطن.. فأنتم حصنٌ وأمن..