الأعياد مناسبة تمتزج فيها الطقوس الاجتماعية بالدينية ، وفرصة للتخلص من مشاغل الحياة وضرورياتها ، التي تأخذنا من أهلنا وأقاربنا ، فتلتئم فيها شمل الأسر المبعثرة أبناؤها ف أماكن وربما بلدان بعيدة. ولأن لكل شعب تقاليده وعاداته في الاحتفال بالعيد ، فإن للشعب المصري طقوسه التي يتميز بها ، حيث يخرج غالبية الناس إلى الحدائق وأشهرها حديقة الحيوان في القاهرة ، التي يستمتع فيها الأطفال بمشاهدة الأسود والنمور ، واللهو مع الزراف والنعام وفرس النهر ، والفيلة. وفي " الحديقة الدولية " بقلب القاهرة ، يستمتع الأطفال بركوب القطار واللعب على الحشائش ، والاستسلام للفنانين الذين يرسمون أشكالا جميلة على وجوههم .. كما تزدحم الملاهي وتمتلئ السفن والمراكب النيلية ، في رحلة إلى القناطر الخيرية ، المعروفة بحدائقها الواسعة. لكن الملاحظ أن هذه المتنزهات ، لم تشهد زحاما شديدا في عيد الأضحى هذا العام ، والإحساس بالعيد كان ينقصه كثير من البهجة ، بسبب عزوف الكثيرين عن التردد على الأماكن المزدحمة ، خشية الإصابة ب " انفلونزا الخنازير " ، بالاضافة إلى توجيه جانب كبير من ميزانية الأسر ، إلى الدروس الخصوصية ، في ظل اغلاق معظم المدارس ، بعد تفشي الاصابات بالانفلونزا القاتلة بين تلاميذها. وعوضا عن ذلك ، فقد فضل غالبية المقيمين في المدن ، السفر إلى الريف والصعيد ، كنوع جديد من كسر الروتين ، ولقضاء العيد بين عائلاتهم ، بعدما أعلن وزير الصحة المصري ، أن فيروس "h1n1 " أكثر انتشارا في الزحام عنه في الأماكن المفتوحة .. والأهم أن النفاق يكون متواضعا هناك ، في غياب الملاهي والمولات الضخمة. وفي الأيام التي تسبق عيد الأضحى ، تكون القاهرة والمدن مسرحا لقطعان الخراف والماشية ، التي يطوف الرعاة بها الشوارع ، بحثا عن مشتري الأضاحي .. أما في أيام العيد الثلاتة ، فيطوف الشوارع " الجزار المتجول " ، الذي يبدو مثل ال " ديلفري " ، فبدلا من ذهاب صاحب الأضحية إلى الجزار ، يأتي هو إليه حاملا سكاكينه وأدواته على ظهره ، أو على " عربة كارو " ، يتخذها كمنصة ليذبح الأضحية فوقها.