يُغفل المستثمرون السعوديون الاستفادة من "مخلفات الهدي والأضاحي خلال موسم الحج وعيد الأضحى المبارك"، وبالتالي إنشاء مصانع متخصصة تبدو مجدية اقتصاديا في ظل المقومات الرئيسية المتوفرة، وإن كان هناك مصانع سعودية تنتج صناعات جلدية متنوعة ولكنها تظل محدودة. فإلي جانب كميات الأغنام المهولة في الموسم سواء المحلية أو المستوردة ، تُقدر الثروة الحيوانية في المملكة بحوالي 17 مليون رأس، منها 10.4 مليون رأس من الأغنام، ونحو 4.4 ملايين رأس من الماعز، ونحو 825 ألف رأس من الإبل، ونحو 429 ألف رأس من الأبقار، ويُقدر إجمالي الإنتاج المحلى السنوي من اللحوم الحمراء بحوالي 170 ألف طن. وتسعى جهات حكومية عديدة كوزارة الزراعة، وصندوق التنمية الزراعية، وصندوق التنمية الصناعي، لدعم مشروعات الإنتاج الحيواني من خلال تشجيع إنشاء تلك المشروعات، عقب الكشف عن دراسات الجدوى الفنية والاقتصادية التي تُقدم لتلك المشروعات والتأكد من مدى نجاحها، ومساهمتها في الصناعة المحلية كإضافة مميزة، فضلاً عن أهمية الاستفادة من التجارب الخارجية في دول لها باع طويل في ذلك المجال، حيث عرض مؤخراً مستثمرون مصريون خبراتهم ومشاركتهم مع نظرائهم السعوديين، بحكم القرب المكاني بين البلدين، مما يخفض بعض التكاليف. وتمثل صناعة دباغة الجلود واحدة من الصناعات المهمة هناك، فيتم تصنيع المنتجات الجلدية بمختلف أشكالها، وبات تطوير صناعة دباغة الجلود شيئاً ملاحظاً نظراً توفر مقومات رئيسية لهذه الصناعة فضلاً عن توافرعمالة ماهرة وخبيرة. وفي واحد من الأسباب الأخرى أنه تبدو هناك بعض المصانع المصرية التي خفضت إنتاجها بسب ازدياد أعداها، وأصبحت الفرصة مواتية لنقل تلك الصناعة خارجيا، كما أن من الأسباب الأخرى لهذا التراجع، استخدام الجلد الصناعي بدلاً من الطبيعي، نظراً للتكلفة الزائدة للأول مقارنة بالثاني، حيث يُعرض بأقل الأثمان، وبالتالي يعجز الجلد الطبيعي المصري عن مواجهة الآخر الصناعي القادم من دول جنوب شرق آسيا، خصوصاً الصين التي أغرقت السوق المصرية بمنتجاتها الجلدية الصناعية وفق تصريحات نُسبت لمدير عام غرفة دباغة الجلود بمصر، ما أثر بدوره في صناعة الجلود، إلى جانب جهل المستهلك بنوع خامة الجلد المعروض. وفي زاوية أخرى فإن المنطقة العربية تفتقد صناعة استراتيجية (الجيلاتين) الذي يتم استخراجه من عظام وجلود المواشي، فحوالي 55% من إجمالي الإنتاج العالمي من الجيلاتين يدخل في الصناعات الغذائية، كما يدخل الجزء الآخر في صناعات مختلفة مثل مستحضرات التجميل وأوراق التصوير الحساسة والأفلام والكبسولات الدوائية وكبديل لبلازما الدم وغيرها. وتتركز صناعة الجيلاتين في أوروبا الغربية حيث ينتج حوالي 96% من إجمالي الإنتاج العالمي من الجيلاتين. وفيما يخص الجانب التسويقي وحسب دراسة سبق وأن أجريت لإنشاء مشروع لتصنيع (الجيلاتين) فهناك سوق واعدة لكامل إنتاج المشروع فقد أفادت الشركات العاملة في مجالات الصناعات الغذائية والدوائية في المملكة ودول الخليج والبلدان العربية برغبتها الجادة في التعامل مع منتجات المشروع من جيلاتين وكبسولات صلبة .. وعلى المستوى الدولي، فقد أكدت شركات أوروبية التي تعمل في مجال توفير الجيلاتين للصناعات الغذائية عن كامل استعدادها للتعامل مع منتجات الشركة، إضافة إلى الطلب المتوقع من العديد من الدول الإسلامية غير العربية على منتجات المشروع، مما يعني وجود فرص تسويقية مضمونة يمكن للمشروع احتكارها.