كشفت صحيفة "يديعوت" الاسرائيلية في عددها امس عن طلب توجهت به الادارة الاميركية الى (اسرائيل) لتحرير نحو الف اسير فلسطيني آخر، كبادرة تهدف الى تعزيز مكانة رئيس السلطة محمود عباس في مواجهة النصر الذي ستحققه حركة "حماس" عند تنفيذ صفقة التبادل المرتقبة. وقالت "يديعوت" ان اوباما الذي تعرض للانتقاد في العالم على أنه نال جائزة نوبل للسلام دون أن يقدم أي انجازات حقيقية في تقدم السلام العالمي، وبعد فشل الاتصالات بين القوى العظمى وبين ايران في الوصول الى اتفاق بشان مستقبل برنامجها النووي، يسعى لتحقيق انجاز ملموس في الساحة الشرق اوسطية. واشارت الصحيفة الى ان هذا الطلب الاميركي يندرج ضن سلسلة من الضغوط التي مارستها ادارة اوباما على تل ابيب، لتقديم بادرات وفي مقدمتها تجميد الاستيطان والعودة الى طاولة المفاوضات. واضافت: البيت الابيض يتطلع الى الاعلان عن اختراق يسمح باستئناف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية قبل 10 كانون الاول، وهو الموعد الذي يفترض بالرئيس باراك اوباما ان يتسلم فيه جائزة نوبل للسلام. ولفتت الى ان مسؤولين كبارا في الادارة الاميركية حثوا في الآونة الاخيرة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو على المسارعة الى الاعلان عن تجميد البناء قبل استكمال صفقة تبادل الاسرى مع حركة حماس. واتفق بين الطرفين على أن يعرب الامريكيون عن رضاهم من القرار مثلما فعلت امس الاربعاء وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والمبعوث الى المنطقة جورج ميتشل". وحسب الصحيفة فقد طلب الاميركيون من نتنياهو النظر في نقل اراضٍ في الضفة الى السلطة الفلسطينية. ويدور الحديث عن مناطق (ج) الموجودة تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة، الامنية والمدنية. مثل هذه المناطق توجد في منطقة الغور واماكن اخرى حيث لا توجد تجمعات سكانية فلسطينية. كما طلب من نتنياهو ايضا السماح لقوات امن السلطة الفلسطينية بالدخول الى مناطق اخرى تصنف كمناطق "ب" توجد فيها سيطرة امنية اسرائيلية وسيطرة مدنية فلسطينية. لكن نتنياهو رد بالرفض على الطلب الاميركي موضحا " ان نقل اراض لن يتم الا بعد المفاوضات ولن ينفذ دون مقابل من جانب الفلسطينيين"، حسب ما جاء في "يديعوت". ومن المقرر ان يلتقي المبعوث الاميركي جورج ميتشل نتنياهو ومع الرئيس عباس الاسبوع المقبل، بهدف الوصول الى موعد متفق عليه لاستئناف المحادثات يتضمن جدولا زمنيا. وكان ميتشل اعتبر امس ان "التجميد الذي قررته الحكومة الاسرائيلية هو اقل مما اردنا ولكنه سيساهم في المفاوضات التي تؤدي الى انهاء المواجهة". وقالت " يديعوت" "في اللحظة التي يتفق فيها على استئناف المحادثات سيقيم البيت الابيض حفلا افتتاحيا. واضافت: الولاياتالمتحدة واسرائيل توصلتا الى اتفاق بانه عندما تستأنف المحادثات فان احد المواضيع التي ستطرح على البحث سيكون ترسيم الحدود بين اسرائيل والدولة الفلسطينية العتيدة، حيث يتطلع الاميركيون الى ان يتوصل الطرفان في غضون عشرة اشهر الى اتفاق على تحديد الحدود على أساس خطوط 67 فيما تلحق الكتل الاستيطانية الكبرى باسرائيل، ومقابلها يحصل الفلسطينيون على أراض بديلة، بذات المقدار اي دونم مقابل دونم. وعلل ميتشل ذلك قائلا: "بعد أن نتفق على الحدود، سيكون بوسع الاسرائيليين ن يعرفوا أين يمكنهم ان يبنوا وعندها لن تكون حاجة الى التجميد". غير ان الرئيس عباس رد على التجميد الاسرائيلي برفض العودة الى المفاوضات قائلا:" "طلبنا الوقف التام للبناء في المستوطنات، بما في ذلك البناء لاغراض النمو الطبيعي".