الجميع في هذه الأيام يشاهد ما يحدث من دفاع دولتنا المباركة عن أراضيها بجنوب المملكة، وما يقوم به جنود الوطن البواسل لا شك أنه من الجهاد في سبيل الله لأن جنودنا الأعزاء يدافعون عن بلاد الحرمين ودولة التوحيد - أدام الله أمنها وإيمانها - وهذا لا ينكره العقلاء، ولكن المغرضين لهذه الدولة - حفظها الله - قاموا بالتشكيك في هذا الأمر فنادوا ولاة الأمر في هذه البلاد بترك الدفاع عن حدودها كما فعل الإخوان المسلمون في مصر ومن هم على شاكلتهم، والعجيب أنهم يلبسون دعوتهم لباس الإسلام، وفعلهم هذا مخالف للشرع والعقل والأنظمة والقوانين، فأما الشرع فإن الله - عز وجل - في كتابه العزيز يقول (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) ويقول - جل في علاه - (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا بمثل ما أعتدى عليكم واتقوا الله وأعلموا أن الله مع المتقين) ويقول سبحانه (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به)، فالدفاع عن الدين وعن النفس وعن الوطن وعن المال جهاد ومن يقتل في هذا الجهاد محتسباً الأجهر فهو شهيد - بإذن الله - وذلك بقول نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم فقد أخرج الأربعة عن سعيد بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد)، وأما العقل فلا يقول عاقل بأن من اعتدى على أرضك وقتل أبناءك بأن تترك القتال معه وتدعوه للمصالحة، وما الأنظمة والقوانين،فكل الأنظمة عند التنظير تحرم الاعتداء على ملك الغير وتبيح الدفاع عن النفس، ولا أدري أنسي القوم هذه الأمور أم تناسوها، أم نسوا أو تناسوا تاريخ الشيعة المظلم مع أهل الإسلام، والتاريخ شاهد على إجرامهم، فهل نذكر ما فعله ابن العلقمي مع الدولة العباسية، أم نذكر ما فعله القرامطة من سرقة الحجر الأسود، أم نذكر ما فعله الصفويون، أم نذكر ما فعله أهل إيران قبل سنين في البلد الحرام في الشهر الحرام مع حجاج بيت الله، أم أم أم...، لكن البشرى لأهل الإسلام بأن الدولة السعودية المباركة قادرة - بقوة الله - على حفظ بلاد الحرمين من كل عدو يتربص بها، وهي بحول الله منصورة بنصر الله وتوفيقه، ولكن الذي ينبغي من أبناء هذا الوطن مناصرة إخوانهم في الحدود بالقول والفعل فإن هذا يعود علينا بالخير في الدين والدنيا، ففي الدين قول نبينا صلى الله عليه وسلم (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً) وقال صلى الله عليه وسلم (من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازياً في أهله بخير فقد غزا) رواه البخاري ومسلم، وأما الدنيا ففي نصر الله للمجاهدين في الحدود إشاعة للأمن والأمان في هذه البلاد المباركة حفظها الله بالتوحيد والسنة وأبقاها معزة للإسلام وأهله.