واصلت جمعية "سند" لسرطان الأطفال فعاليات أنشطتها التي تقيمها الحملة الوطنية تحت شعار (نعم للحياة لا للسرطان) والتي انطلقت تحت إشراف وزارة الصحة للتوعية بمرض السرطان بجميع أنواعه والتي تستمر لمدة ستة أشهر متواصلة. حيث أقامت الجمعية ضمن فعالياتها مهرجاناً خاصاً للعلاج بالألوان تحت شعار (نحن نحب الألوان) دعت إليه الأطفال من جميع الجهات للمشاركة في أول نشاط ترفيهي يهدف إلى التنفيس عما بداخل صغار الجمعية عن طريق العلاج بالألوان الأسلوب الذي أثبت فعاليته في علاج الاضطرابات النفسية لدى الفرد ويعتبر الوسيلة الأسهل في البوح عما في داخله وبالتالي التخلص من الضغوط النفسية واضطرابات بعض الأمراض إضافة على ما يمنحه الرسم بالألوان من بهجة ومتعة لدى الصغار لاسيما إذا تمت بصورة جماعية. وحضر المهرجان عدد كبير من الأطفال مرضى السرطان وأمهاتهم من جهات مختلفة وكان في استقبالهم مجموعة من عضوات الجمعية وأطفالهم كما شارك قسم التطوع في المهرجان بوضع أركان ترفيهية للعب بالألوان وإقامة المسابقات التي أدخلت روح المرح والمنافسة بينهم. الطفل عبدالله القحطاني كما أقيم على هامش النشاط ثاني جلسة علاج جماعي لأمهات المرضى بالسرطان تطوعت للمشاركة بها الدكتورة ليلى الهلالي معتبرة تلك الجلسات ضمن برنامج مساندة الأمهات للتعايش مع مرضاهم ومساعدتهم بأفضل صورة. مشهد في قلب المهرجان: الطفلة حماس راجح لم تتجاوز الثامنة من العمر تجلس في ساحة الجمعية بجانب بقية الأطفال تتلمس الهدايا والألعاب بأناملها الصغيرة وتسأل المشرفة على قسم الألعاب "ما هذه الأقلام الكثيرة؟" وتجيبها المشرفة "هذه ألوان وأوراق للتلوين" فتقول الطفلة "كيف استخدم الألوان وأنا لا أستطيع رؤيتها؟" تلك الطفلة الكفيفة من جمهورية اليمن وقد أصابها ورم خبيث في عينيها فحرمها نعمة البصر ولم تتمكن من الالتحاق بالمدرسة لعدم توفر مدرسة تعنى بالكفيفات. الطفلة حماس تقول والدتها "نأتي كل ستة أشهر لمتابعة حالتها بالمستشفيات الخاصة بالأورام وأتمنى أن تتعلم ابنتي القراءة على طريقة "براير" حيث لا أمل في عودة بصرها ولكن تلك المدارس الخاصة بالكفيفات قليلة وبعيدة. صورة غائبة.. السيدة أم عبد الله القحطاني والدة أحد أطفال الجمعية تقول "أتمنى من الإعلام أن يتناول في برامجه ومسلسلاته خاصة الخليجية حياة مرضى السرطان وخاصة من الصغار بحيث لا يصبح هؤلاء المرضى بمعزل عن المجتمع في قضاياهم ومعاناتهم إن صورة تلك الفئة من الأطفال في الإعلام صورة غائبة لا تأتي إلا في المناسبات". وتضيف "لقد استفدنا الكثير من أنشطة الجمعية في مجال توعية الأمهات بالكيفية التي نتعامل بها مع أبنائنا المرضى واستمعت الدكتورة الهلالي لأسئلة الأمهات واستفساراتهم وبفضل الله كانت الفائدة عظيمة فالشكر لله ثم لهؤلاء اللاتي لا يؤولون جهداً في عمل الخير والسعي له.