أشرت في «لقاء» أمس إلى أهمية الرأي المتعلق بالواقع الراهن للمجتمع السعودي حين يأتي من رجل متوفر أهمية المكانة وكفاءة الخبرة والاطلاع.. السفير الأمريكي.. يتناول خصوصية التعليم الجديدة بصفة عامة فيقول: «اليوم تواجه الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية ودول أخرى تحدياً يتمثل في سلسلة معقدة من تنافس تقني ذات مستوى عالٍ، وطبيعة دولية في إنتاجها والطلب عليها، وهذه البيئة العالمية الجديدة تتطلب من الدول أن تطور وتنفذ استراتيجيات تعليمية لتعد شبابها للتنافس في هذا العالم الجديد».. في رؤية سعادة السفير نحن أمام بروز حقائق مهمة نلمس من خلالها اختلاف المسار السعودي التنموي عن مسارات المجتمعات العربية الأخرى.. من ضمن تلك الحقائق.. التطور الاقتصادي والتقني الذي أدى إلى تغيّر أهميات التعليم.. هذا التغيّر كنا نحن نحتاجه حتى قبل أن تفرضه متطلبات التطور الجديد عندما كنا نتوقف عند حدود الثقافة النظرية وفيها خمسة كتب تغني، في ذهنيتنا، عن آلاف كتب التنوع المعرفي، وقد أطلق الملك عبدالله قدرات المجتمع نحو تلك الآلاف في التنوع المعرفي.. من خلال مناسبات الحوار والانفتاح الثقافي، وتطوير مفاهيم التعليم، ثم أخيراً جامعة الملك عبدالله.. الحدث الحضاري الجديد.. بمعنى إذا كان غيرنا عربياً في موقف معالجة لأوضاع سقوط تردم مسالك التقدم، فنحن في حالة توجه بزمالة مع دول متقدمة نحو ما أشار إليه سعادة السفير، وربط فيه اسم المملكة مع دول في واجهة التقدم العلمي التي باتت تحس بضرورات التحسين التعليمي، فكيف لا يكون الأمر بالنسب لنا ضرورة وطنية؟.. ثم يذكر ما يلي: «وتدرك الحكومات الوطنية أهمية توفير أفضل تعليم ممكن لمواطنيها، وقد افتتح خادم الحرمين مؤخراً جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» وهي مؤسسة تتمتع بمستوى عالمي ممتاز، وتركز على تعزيز البحث التقني المتقدم».. ثم ينتقل إلى أهمية حضارية أخرى: «إن الدول القوية والمزدهرة هي تلك الدول التي فتحت نفسها باستمرار للتعلم من خارج حدودها الوطنية، وإن النجاح في الاقتصاد العالمي ينتج من تبادل المعرفة، وتأسيس ملكية فكرية جديدة، وأعتقد أن هذا سيكون مفتاح النجاح في تطور المملكة العربية السعودية في عالم الاقتصاد القائم على المعرفة...» عندما نتأمل هذه الرؤية المتعددة الأبعاد التنموية في شتى المجالات، ندرك أننا وجود عربي إسلامي ليس مربوطاً بمعوقات واقع الآخرين كما في إيران ودول عربية أخرى..