وجه معالي وزير الإعلام اليمني حسن أحمد اللوزي الاتهام إلى منظمات وأياد خارجية خلف التمرد في صعدة والانشقاق في جنوب اليمن، مؤكدا أن اليمن قوية بشعبها وتكاتفه مع الحكومة.. وأن الدولة سوف تصد كل من تسول له نفسه المساس بوحدة الشعب حيث إن اليمن خلق ليستمر بلدا واحدا لا فرق بين شماله وجنوبه ولا بين مدينة وأخرى. وقال اللوزي في حديث ل «الرياض» بأن المملكة العربية السعودية تقف دائماً مع اليمن في السراء والضراء وما يصيب المملكة يصيب اليمن.. وقال بأن ما قام به المتمردون من الاعتداء على أرض المملكة هو أمر مرفوض والهدف منه هو زعزعة المنطقة وتوسيع دائرة القلاقل بعد أن حوصروا من قبل القوات اليمنية.. وفيما يلي نص الحوار.. * ما هدف الزيارة التي تقومون بها إلى المملكة حالياً ؟ - المملكة بلد عزيز على كل مواطن عربي ومسلم وخاصة أبناء اليمن.. وهي موئل الخير ومنها يفيض الخير وفي النهاية نحن في بلادنا.. وبين إخواننا؟ * ما هو الوضع الآن بين الجيش اليمني والمتمردين على أرض الواقع؟ - القوات المسلحة اليمنية تقوم بعمليات ملاحقة وتمشيط للمناطق التي يتواجد بها المتمردون، وقصف أماكن تواجدهم، وأماكن تخزين الأسلحة وقد تحقق ذلك بنجاح كبير، ولا شك أن هذه العمليات تتم على مساحة من الأرض كبيرة جداً تتجاوز أكثر من (11) ألف كيلومتر مربع وفي كثافة سكانية تتجاوز 600 ألف نسمة وفي قرى ومواقع تجاوزت 50 ألف موقع وهذه العمليات تتطلب التحري والدقة حفاظاً على أرواح المواطنين وممتلكاتهم وخاصة أن هؤلاء المجرمين يستخدمون الأطفال والنساء في عملية التمترس والاحتماء بهم كدروع بشرية، ويختبئون في قمم الجبال بين الكهوف، والتي لا يوجد لها طرق وأنت تعلم بأن محافظة صعدة هي محافظة صعبة التضاريس وبها سلسلة جبلية وعرة ممتدة من الشمال إلى الغرب وفي الوسط قاع صعدة حيث الوديان المتشعبة إلى جانب المناطق الشرقية كلها جبال وصحراء وللأسف هذه المناطق حرمت ولفترات طويلة من مشاريع التنمية ومن خدمات الطرق وهذا الوضع الشديد الصعوبة والتضاريس الوعرة حيث درست وللأسف الشديد من قبل عصابات التمرد والتخريب والإرهاب واستطاعوا أن يوجدوا لهم خلايا في أكثر من منطقة ومديرية حيث أن صعدة تضم 15 مديرية موزعة داخل هذه التضاريس وبالتالي تعلمون أن الجيش اليمني ليس جيشا كبيرا حيث يعتمد على العدد وليس الكيف، وواحدة من عمليات الجيش هي تطهير موقع ثم الانتقال إلى آخر.. ومن ثم ملاحقتهم ، وبعد فترة نجد أن هؤلاء الخونة يعودون إلى هذا الموقع مرة أخرى لأنه من الصعوبة بمكان ترك وحدات الجيش في كل هذه المواقع الكثيرة والمتباعدة بين الجبال، وقد خدمت عصابات التمرد الهالة الإعلامية التي ينشرونها بين الفينة والأخرى حيث يقوم هؤلاء المتمردون بمهاجمة مواقع حكومية بها أفراد لا يزيدون على 15 شخصاً وهم أكثر من 150 شخصاً ومن ثم يعلنون بأنهم استولوا على هذا المركز الحكومي او ذاك . وحقيقة يقتل منهم الكثير ونحن الجيش والشعب بأكمله ضد هؤلاء الخونة وفي النهاية أقول لك بأن الجيش اليمني يواجه حرب عصابات يتحركون ومن ثم يختفون وهؤلاء يعتمدون على الغدر والخيانة والتغيير وغيرها من الإجراءات، أما الجيش اليمني ينظر إلى هؤلاء في البداية بأنهم مواطنون وبالتالي يتعامل معهم على أنهم مواطنون ولكن نجد هذا الخائن يبرز سلاحه ومن ثم يعتدي على أفراد الجيش، وأصدقك القول بأن العملية قد تطول ولكن عند الانتهاء من الأهداف الرئيسية الثلاثة سوف تنتهي هذه العصابات من محافظة صعدة وتعود كما كانت في السابق. * أعلن فخامة الرئيس اليمني قبل أيام بأن الحرب لم تبدأ إلا قبل يومين.. مع العلم بأن الحرب هذه هي السادسة مع المتمردين.. ماذا يقصد فخامة الرئيس بهذا؟ - يقصد في هذا بأن المواجهة العسكرية دخلت إلى منطقة الثقل الكبير الذي كان يعتمد عليه المتمردون وعصابات التخريب، في الحيلولة دون فتح طريق صنعاء - عمران - صعدة.. فتح هذا الطريق ومرور قوافل الجيش والمواطنين وغيرها بسلاح وأمان من صنعاء ثم حرف سفيان ومن ثم المعشية وصولاً إلى مدينة صعدة هذه العملية إن شاء الله سوف تقضي على المتمردين والخونة قضاءً مبرماً . الاستاذ حسن أحمد اللوزي يتحدث للزميل حمد العسكر * هناك من يقول بأن هناك إمدادا ماليا ولوجستيا وسلاحا من قبل إيران ولكننا لم نسمع تنديدا وشجبا من قبل الحكومة اليمنية إلى إيران وبصراحة لماذا؟ - نحن نتهم مرجعيات وجهات لوجستية وجهات إعلامية بأنها ارتكبت جريمة التدخل في الشأن اليمني وتعمل على دعم ومساعدة متمردين يمارسون عصياناً مسلحاً ضد الدولة وضد الشرعية الدستورية ويحاولون أن يقتطعوا جزءاً غالياً من الوطن اليمني كي يمارسوا فيه أطماعهم وأهدافهم المتعددة في هذه الأرض الغالية من الأراضي اليمنية.. وحقيقة تعلمون أن اليوم كثيرا من الدول التي لها مطامع ليست بالصراحة والوضوح التي كانت في الزمن الغابر في تصدير الثورات بصورة معلنة وواضحة وإن كانت هذه الدول والأنظمة ما زالت تؤمن بهذه العقيدة التي دمرت وخربت في الوطن العربي والإسلامي وكثير من الدول وخربت أكثر مما أفادت، والذين يعملون على تصدير الثورات صاروا حذرين أكثر من اللازم وأصبحوا يمارسون أعمالهم الشريرة في التخريب وزرع الفتن بأساليب أخرى، ولكن الإعلان والوثائق التي تم العثور عليها تدين أوساطا حوزية ومرجعيات للأسف الشديد تعتبر مسؤولة عن زرع الفتنة في اليمن والتخريب وكما هي متورطة في كثير من الدول العربية. * معالي الوزير إلى أي مدى وصل حجم التنسيق بين المملكة واليمن في شتى المجالات؟ - لاشك بأن هناك تنسيقاً شاملاً وكاملاً يتضمن كافة الجوانب الأمنية والسياسية والإعلامية وما زيارتنا هنا على رأس وفد كبير يضم معظم القيادات الإعلامية في اليمن وأجرينا حواراً إيجابياً وشفافاً إلى أبعد الحدود مع إخواننا في المملكة وعلى رأسهم الأخ وزير الإعلام د. عبدالعزيز خوجة وأيضاً أجرينا حواراً أخوياً مهنياً وعقلانياً صريحاً مع رؤساء الصحف في المملكة وضم من الجانب اليمني رؤساء المؤسسات الصحفية هذا اللقاء وهذا الحوار أوصلنا إلى نقاط اتفاق وتلاقي الهدف منه هو تطوير العمل الإعلامي ليلتقي إلى مستوى الثقة الغالية التي تربط بين القيادتين في البلدين وإلى مستوى ونحن لدينا تطور كبير بين المملكة واليمن يشمل كافة المجالات. الوزير اللوزي والوفد الإعلامي اليمني المرافق خلال زيارته للمملكة * معالي الوزير هل هناك أياد خارجية تحرك وتدعم الحراك الجنوبي؟ - للأسف الشديد نعم هناك دوائر متورطة في هذه الأعمال ولكن هذه الأعمال بائسة وستبوء بالفشل لأن شعب اليمن سوف يتصدى لهؤلاء، لأنهم أمام صرح كبير وقائم، وهؤلاء قدموا في البداية بما يشبه المطالب. ونحن نعرف بأن من أبجديات الأحزاب السياسية أنها تمارس مطالبها عبر الوسائل السلمية سواء في الصحف أو الوسائل الإعلامية أو حتى في الاعتصام والتظاهر وهي متاحة لكل الأطراف السياسية ولكل فئة، هؤلاء بدأوا يخرجون عن هذا النطاق وهم مازالوا والحمد لله قلة لأن الشعب اليمني في حقيقة ضميره وعقيدته وإيمانه - وهو الذي ايد الوحدة وانتصر لها وبالتالي سوف يدافع عنها بكل غال ونفيس سيدافع عنها ابن عدن ولحج وحضرموت والمهرة والضالع قبل ابن صنعاء وتعز وأب والحديدة وصعدة وحجة وغيرها من المحافظات. * كيف يرى معالي الوزير مستوى التعاون بين دول التعاون الخليجي واليمن؟ - نحن راضون كامل الرضا للتعاون مع المملكة العربية السعودية ومع مجلس التعاون في دول الخليج ونتمنى أن تحثوا باقي دول الخليج مثل المملكة في التعاون مع اليمن وحقيقة الملمات في حياة الشعوب كما في حياة الدول والأمم هي التي تبرز المصداقية ونبل التوجهات وحقيقة الانتماء لمنظومة القيم السامية والراقية في حياتنا العربية والإسلامية. * هل يستطيع معالي الوزير إعطاءنا وقتاً ولو تقريبيا في القضاء على هذا التمرد.. والانتهاء من الحرب الدائرة الآن بين الحكومة والمتمردين؟ - أستطيع أن أقول بأنه بعد فتح وإزالة العقبات أمام الطرق الرئيسية المؤدية من صنعاء - عمران - صعدة سيكون الموعد الحاسم لإطفاء نار هذه الفتنة وإخماد كل أعمال التمرد في محافظة صعدة وإن بقيت عدوانيات في هذه المديرية أو تلك فسوف ينكسر ظهر هذا التمرد وان شاء الله إلى الأبد بعد أن يعود هذا الطريق إلى حركته الطبيعية مثلما عادت طرق الجوف - البقعة - صعدة ومن بعد طريق الملاحيظ - صعدة. * دورة الخليج ما هو مصيرها وهل ستقام في اليمن كما هو مقرر لها، أم بسبب الظروف الآن سيتم نقلها إلى دول أخرى؟ - نعم، نعم، ستقام ونحن نعد ونرتب من كافة الجوانب لكي تحتضن اليمن هذه الدورة الغالية والعزيزة على نفوس كل اليمنيين والذين يتشوقون إليها ولدي علم واسع بمدى رغبة كل المختصين وكل المحبين لمثل هذا النشاط الجماهيري العريض في ان تحتضن عدن المناسبة الحضارية والوحدوية الجديدة في قلب اليمن في جنوبي الجزيرة العربية هذه الفعالية وأؤكد برغم ما يقال هنا وهناك بأن الحكومة اليمنية وكافة الأجهزة قد استعدت لهذا الصرح الكبير واتحاد الكرة في اليمن واللجنة الأولمبية تعمل بدأب ونشاط في تنفيذ القيادات العليا بتحقيق احتضان راق وأخوي ومسؤول لهذه الفعاليات.