سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تقرير اقتصادي: توقعات بانخفاض أعداد الحجاج من الداخل والخارج لهذا العام يصل إلى 20 بالمائة الأزمة المالية وأنفلونزا الخنازير تنبئان بانخفاض المصروفات وتراجع معدلات الزوار..
توقع تقرير اقتصادي انخفاض أعداد الحجيج والمعتمرين لهذا العام لما يقارب 20 بالمائة في أقسى الأحوال وتراجع حجوزاتهم خلال العام الجاري بانخفاض يصل الى 45 بالمائة مع انخفاض انفاقهم بما يعادل الثلث مقارنة بالأعوام السابقة حيث تواجه المملكة حالياً عامليْن أساسييْن يؤثران سلباً في عدد الحجاج والمعتمرين في عام 2009 وهما الكساد العالمي الذي ضرب السياحة العالمية وفيروس إتش 1 إن 1، أو انفلونزا الخنازير، التي يُخشى من احتمال انتشارها بشكل سريع خلال أكبر موسم ديني في العالم. وكشف التقرير أن المقابلات التي أُجريت مع العاملين بالقطاع السياحي السعودي أكدت أن أعداد المعتمرين واصلت الانخفاض خلال النصف الثاني من العام الجاري، حتى خلال شهر رمضان المبارك الذي بدأ في أواخر شهر أغسطس, حيث يزور ملايين المسلمين مكةالمكرمة خلال شهر رمضان لأداء العمرة لكنّ أعداد المعتمرين انخفضت خلال العام الجاري، لأنّ المخاوف من انفلونزا الخنازير دفعت العديد من المسلمين إلى الاحجام عن أداء العمرة, ووضع بعض الدول شروطا صارمة لمواطنيها الراغبين بزيارة الديار المقدسة. مؤكدا انخفض إجمالي عدد السياح بنسبة 7 بالمائة بين شهريِّ يناير ويوليو، طبقاً لمنظمة السياحة العالمية، كما تأثرت السياحة أيضاً في مجمل منطقة الشرق الأوسط. وبين شهريِّ فبراير ويونيو، تقلّصت حجوزات الفنادق من جانب السياح الأجانب الذين زاروا المملكة بنسبة 45 بالمائة وتراجع عدد رحلاتهم السياحية بنسبة 41 بالمائة، طبقاً لبيانات المركز السعودي للمعلومات والأبحاث السياحية. وخلال تلك الأشهر الخمسة، تراجع أيضاً معدّل إنفاق السائح الأجنبي داخل المملكة بنسبة 15 بالمائة. واعتبر التقرير الذي أعده الدكتور جون اسفيكياناكيس وتركي بن عبدالعزيز الحقيل من البنك السعودي الفرنسي أن مواسم الحج والعمرة تعد أحد مصادر الدخل المهمة وقطاعاً قادراً على تعزيز إمكانيات توفير فرص عمل جديدة، ما يجعله نشاطاً حيوياً بالنسبة لباقي قطاعات الاقتصاد السعودي. متوقعين بأنّ العدد الاجمالي للسياح الذين سيقصدون المملكة في العام الجاري قد ينخفض بنحو 15 بالمائة، رغم الارتفاع الطفيف الذي سُجّل مع بداية فصل الصيف. مضيفين: "نتوقّع أيضاً أنْ ينخفض معدّل إنفاق الحاج بنحو الثلث في عام 2009، وأنْ تتراجع المساهمة الكلية للسياحة لينخفض من 6.9 بالمائة العام الماضي إلى 5.6 بالمائة هذا العام من الناتج الإجمالي للقطاع غير النفطي". وقال معدا التقرير: "سيتوافد أكثر من مليون مسلم في الشهر الجاري إلى مكة المكرّمة لأداء فريضة الحجّ؛ وهذا الموسم السنوي يوفّر مساهمة مهمة في الاقتصاد السعودي, وبالنسبة للمملكة التي تسعى لتنويع اقتصادها بهدف الحدّ من اعتمادها الشديد على الصادرات الهيدروكربونية، تُعدُّ السياحة الدينية عنصراً حاسماً في توسيع القطاع السعودي غير النفطي, ففي كل سنة من السنوات السبع الأخيرة، أدّى أكثر من مليوني مسلم فريضة الحجّ التي تمثّل أحد أركان الدين الاسلامي. وفي عام 2008، أنفق السيّاح من داخل وخارج المملكة خلال زيارة أماكنها السياحية أربعة وسبعين مليار ريال سعودي. وكان نصف هذه الرحلات السياحية تقريباً ذا طبيعة دينية، مثل رحلات الحج والعمرة، علماً بأنّ العمرة أقل درجةً من الحجّ ويمكن أداؤها في أي وقت من أوقات السنة". وعرج التقرير بالحديث عن التنمية الانشائية الهائلة لدعم هذا الازدياد السريع في أعداد الزوّار، حيث أطلقت الحكومة السعودية برنامجاً استثمارياً ضخماً لتحديث البنى التحتية في أقدس مدينتيْن بالنسبة للمسلمين، بالإضافة إلى توسيع مطار الملك عبد العزيز الدولي بمدينة جدّة. وبالفعل، استفاد القطاع الخاصّ من هذا التوسيع بشكل كبير. وأثناء الحجّ، ينتشر حوالي 170 ألف موظف حكومي حول مدينة مكةالمكرمة، فيما تُوزّع المؤسسات الحكومية أكثر من 4.5 ملايين وجبة طعام باردة و1.7 مليون وجبة طعام ساخنة. ومع أنّ عائدات القطاع الخاصّ من خلال السياحة الدينية كبيرة، إلا أنّ الدولة تتحمّل تكاليف الاجراءات الأمنية الاستثنائية التي تتخذها للحفاظ على سلامة الحجاج وصحة جميع زائريها لذا، ساد الحذر إثر تفشي انفلونزا الخنازير في العالم. فقد فرضت وزارة الصحة السعودية في وقت سابق من العام الجاري على الراغبين في أداء فريضة الحج أنْ يتلقّحوا ضدّ انفلونزا الخنازير أو الانفلونزا الموسميّة، على الأقل، قبل التوجّه إلى المملكة لأداء فريضة الحجّ. كما حثّت المسلمين الضعفاء بدنياً، كالمسنين والمرضى والنساء الحوامل والأطفال، على تأجيل أداء فريضة الحجّ. وذكر التقرير أرقاما شاملة لأعداد السواح والزائرين للمملكة بشكل عام ومن بينهم الحجاج والمعتمرون وتُبرز البيانات السياحية للنصف الأوّل من العام الجاري مدى التأثير السلبي الذي تركه تباطؤ الاقتصاد العالمي والمخاوف من العدوى بانفلونزا الخنازير على قطاع السياحة السعودي. ففي الربع الثاني من عام 2009، انخفض عدد الزائرين الأوروبيين بنسبة 64 بالمائة وانخفض عدد الزائرين من الأمريكتيْن بأكثر من 90 بالمائة بالمقارنة مع نفس الفترة من عام 2008. كما أنّ عدد الزائرين من دول الشرق الأوسط الأخرى، الذين يشكّلون الجزء الأكبر من مجموع السياح الذين يقصدون المملكة، انخفض بنسبة 46 بالمائة. وتظهر البيانات أيضاً أنّ عدد الليالي التي حجزها السياح الأجانب تراجع بنسبة 45 بالمائة وأنّ رحلات السياح الأجانب تراجعت بنسبة 41 بالمائة، بين فبراير ويونيو, مضيفين:"لقد استثنينا بيانات يناير من هذه الحسابات بسبب طبيعة موسم الحجّ الذي يستند إلى التقويم القمري، ما يجعله يبدأ في كل عام بحوالي أحد عشر يوماً أبكر من العام السابق. ففي عام 2007، بدأ موسم الحجّ في أواخر ديسمبر وانتهى في مطلع يناير 2008، ما رفع عدد السياح في ذلك الشهر بشكل كبير, وتشير المعلومات المتوفرة إلى أنّ الانخفاض الحادّ في أعداد السياح استمرّ خلال النصف الثاني من العام الجاري لأنّ دولاً إسلامية عديدة فرضت قيوداً صارمة على الحج والعمرة، تحسباً لتفشي انفلونزا الخنازير بشكل واسع. وفي يوليو، منع وزراء الصحة العرب جميع الأطفال والمسنين وأصحاب الأمراض المزمنة من أداء فريضة الحجّ في العام الجاري". ومع أنّ فنادق مكةالمكرمة خفّضت أسعار الغرف، أفاد مديروها بحسب التقرير بأنّ حجم نشاطهم تراجع بنحو الثلث أو أكثر. وطبقاً للمركز السعودي للمعلومات والأبحاث السياحية، فإنّ معدّل إنفاق السائح الأجنبي انخفض بنسبة 15 بالمائة خلال الشهور الخمسة التي امتدت حتى نهاية يونيو. وفي الربع الثاني وحده، انخفض إنفاق السياح الأجانب على الإقامة (فنادق، شقق سكنية ... إلخ) بنحو 41 بالمائة ليبلغ 2.67 مليار ريال سعودي فقط. انخفاض عدد الحجاج ما لم تتوافر بيانات دقيقة حول موسم الحجّ وهو ما يبدأ في أواخر نوفمبر 2009 سيكون من الصعب تقييم التأثير الحقيقي لانفلونزا الخنازير على موسم الحجّ. لكنّ بعض الوكالات المرخصة بمزاولة أعمال الحج والعمرة في الرياضوجدة والخبر كانت قد أصدرت حتى أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر 60 بالمائة فقط من العدد المعتاد لتأشيرات الحج. وتسود السوق توقّعات بأنّ عدد الحجاج في هذه السنة قد ينخفض بنسبة 25 بالمائة، بعدما انخفض عدد المعتمرين خلال شهر رمضان المبارك بنسبة 25 بالمائة أيضاً. وزاد معدا التقرير بالقول: "لا نتوقّع مثل هذا الهبوط الحاد في إجمالي عدد الحجاجّ في هذه السنة؛ بل إنّ تراجع عدد الحجاج بنسبة 20 بالمائة وهو السيناريو الأسوأ قد يحدث فقط في حال فشل العديد من الدول الاسلامية الكبيرة في تلبية متطلبات الحصول على جميع التأشيرات التي تُخصص لها في كل سنة. ومن المرجّح أنْ تبلغ نسبة انخفاض عدد السياح الذين سيزورون المملكة خلال العام الجاري بكامله حوالي 15 بالمائة. ويتمثّل أحد أسباب تفاؤلنا الحذر بالتغيير الذي شهده قطاع السياحة خلال شهر يونيو. فبعد انخفاضه بنحو 60 بالمائة خلال أبريل ومايو مقارنةً بالعام الماضي، ارتفع في يونيو عدد رحلات السياح الأجانب داخل المملكة بنسبة 11 بالمائة كما ارتفع معدّل إنفاق السائح بنسبة 14 بالمائة. ونحن نعتقد أنّ هذا الاتجاه استمرّ حتى نهاية فصل الصيف، مما يعدّل التراجع الحاد الذي سجّله قطاع السياحة في وقت سابق من هذه السنة". وتطرق التقرير لبعض أسباب انخفاض نسب الحجيج ومنها بعض الدول مواطنيها من الحج لهذا العام حيث منعت تونس مواطنينها من أداء فريضة الحجّ بعدما منعتهم من أداء العمرة. كما منع العراق أيضاً مواطنيه من السفر لأداء العمرة خلال شهر رمضان المبارك ويمنع حالياً، أسوةً بالعديد من الدول الإسلامية، المرضى والمسنّين والحوامل من السفر لأداء فريضة الحجّ. ومنعت إيران مواطنيها من أداء العمرة، بينما فرضت المغرب على الراغبين في السفر لأداء فريضة أنْ يتلقّحوا ضدّ انفلونزا الخنازير. أما مصر، وهي البلد العربي الأكبر من حيث عدد السكان، فقد منعت العمرة والحجّ على الذين تقل أعمارهم عن خمس وعشرين سنة وتتجاوز أعمارهم خمساً وستين سنة، كما أعلنت أنّها تخطّط لتلقيح جميع الحجاج المصريين ضدّ انفلونزا الخنازير قبل أنْ يسافروا إلى المملكة. وعلى الرغم من هذه القيود، تشير بعض التقارير إلى أنّ عدد الحجّاج المصريين هذه السنة سيكون أكبر بكثير من المعتاد، وذلك استناداً إلى عدد تراخيص الحج التي وزّعتها وزارة السياحة المصرية على شركات السياحة المحلية. وأوضح التقرير أن الفنادق بعد سنوات من رفع أسعار الغرف من 5 بالمائة إلى 10 بالمائة سنوياً، خفّض بعض أصحاب الفنادق في مكةالمكرمة الأسعار بنحو الثلث خلال شهر رمضان المبارك، بما في ذلك أيامه العشر الأواخر حيث يتوافد المعتمرون إلى مكة المكرّمة بأعداد كبيرة. ويتوقّع عدد من الفنادق انخفاض عدد النزلاء خلال موسم الحجّ بنسبة 30 بالمائة، كما تتوقع وكالات خدمات الحجاج أن تنخفض عائداتها بنسبة 20 بالمائة، بينما يتوقّع بعض هذه الوكالات تسجيل خسائر. وتنشط مكةالمكرمة والمناطق المحيطة بها على مدار السنة، لا سيما خلال موسم الحجّ. وفي منطقة مِنى التي تقع بين مكةالمكرمة والمزدلفة، فُتح أكثر من سبعة آلاف مطعم للوجبات السريعة لتلبية احتياجات الحجاج. وأنفق الحجاج الأجانب حوالي 7.3 مليارات ريال سعودي على السكن والمواصلات، بينما أنفقوا على الغذاء حوالي 940 مليون ريال سعودي فقط.