بعد تكهنات وتحليلات على مدى فترة طويلة ومحاولات لدفع توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق إلى مقعد رئيس الاتحاد الأوروبي المنتظر، كانت نتيجة الانتخابات كسكب دلو من الماء البارد على آماله وآمال من لديهم مصالح مشتركة مع سياساته في الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط بعد ان خرج من السباق. بعد فوز شخص مجهول في عالم السياسة مقارنة ببلير. الصحف البريطانية المتعصبة التوجه واليمينية منها لم تعجبها النتائج ووصفت ما حصل بأنه شغل محسوبيات ومؤامرة جرت لمحاباة أحد أفراد حزب العمل البلجيكي الذي وصف بالمتعصب والمجهول على الساحة السياسية وأن اختيار البارونة البريطانية كاثي آشتون 53 عاماً بمقعد أول وزير خارجية في رئاسة الاتحاد الأوروبي كان أمراً غير متوقع وأنها مجهولة الإنجازات. الفائز بمقعد رئيس الاتحاد الأوروبي هو رئيس الوزراء البلجيكي هيرمان فان رومباي -62عاماً- المعروف عنه باقتراحه نظاما ضريبيا موحّدا لدول الاتحاد الأوروبي ومطالبته بإلغاء الأعلام المختلفة والنشيد الوطني للدول الأوروبية المختلفة. بينما البارونة البريطانية كاثي آشتون فازت بمقعد وزير الخارجية للاتحاد الأوروبي، رغم انها هي شخصياً لم تتوقع ذلك أبداً إلى درجة أنها لم تكن قد جهزت شيئاً لتقوله في المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب فوزها بالمنصب الجديد الذي سيجعلها في مقعد قيادي وذات مسؤولية وإشراف على آلاف الموظفين الذين سيعملون ضمن طاقمها. رغم عدم ارتياح البعض لفوزها إلا أنها هي التي قادت الدفة في معاهدة لشبونة. ويقال إن رئيس الوزراء البريطاني الحالي كان قد تخلى عن نظيره السابق توني بلير وتوقف عن دعمه لرئاسة الاتحاد الأوروبي، كما أشيع أنه كان يجري مقابلات سرية في بروكسل لاختيار مرشح للمنصب الذي كان يأمل توني بلير باحتلاله. وأن مقر الحكومة البريطانية في 10 داوننغ ستريت كان قد ألمح عدة مرات إلى أن احتمالات فوز توني بلير بمقعد الرئاسة قد تراجعت لأكثر من سبب. بينما رحب براون بفوز الليدي آشتون كممثل للسياسات الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، واصفاً فوزها بأنه سيضمن أن يكون صوت بريطانيا عالياً ومسموعاً وواضحاً، هذا رغم انه حين ذكر اسمها ذكره دون ألقاب لذلك اصطادته الصحف البريطانية على أنه يؤكد عدم وجود نجاحات سابقة لها سياسياً. بينما كان تعليقها على فوزها: "إنه لشرف لي ومصدر فخر أن يطلب مني أن أحتل هذا الدور. سأبذل قصارى جهدي لتمثيل قيمنا عبر العالم". سترأس الليدي آشتون 5 آلاف موظف من دول الاتحاد الأوروبي ممن يمثلون 120 سفارة حول العالم، وستكون لها الكلمة الأخيرة في كيفية إنفاق الميزانية المتعلقة بالمساعدات الأجنبية والتي تبلغ 6.5 بلايين جنيه استرليني. ويتوقع أن يزيد مرتبها السنوي عن 200.000 جنيه استرليني عدا عن السكن الراقي والنفقات الباذخة مدفوعة الثمن. رئيس الوزراء البريطاني الحالي غوردون براون قال: "لو فاز توني بلير كان سيقوم بعمل جيد، لكن مع مرور الأسابيع أصبح من الواضح أن الجماعات اليمينية والمعتدلة في البرلمان الأوروبي كانوا يريدون واحداً منهم ليشغل المنصب". لكن الهمز واللمز في ردهات السياسة البريطانية تدعي أن براون لم يتشجع لفوز توني بلير لأنه سينافسه دولياً وسيشغل ظله مساحة أكبر في المحافل الدولية. بينما توني بلير الذي فقد فرصته في منصب رئيس الاتحاد الأوروبي والذي يبدو للوهلة الأولى شبيهاً بمنصب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية أطلق أصدقاؤه عليه لقب "بوني بلير" بسبب مطامحه السياسية المشابهة لمطامح نابليون بونابرت. بينما كشف أنتوني سيلدون الذي يقوم حالياً بتدوين سيرة حياة توني بلير بأن بلير كان غاضباً جداً من قرار حزب المحافظين الذين "زوبعوا" فرصته إلى درجة انه أبدى استعداده لنسيان الخلافات التي كانت قائمة بينه وبين براون وان يقف إلى جانبه في حملته الانتخابية للعام القادم لو فاز بالمنصب.. لكنه لم يفز. تسربت معلومات متعلقة بمرتب رئيس الاتحاد الأوروبي الجديد والتي كشفت أنه سيبلغ 320.000 جنيه استرليني سنوياً، وهو أعلى بكثير من مرتب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية باراك أوباما الذي يصل مرتبه 245.000 جنيه استرليني فقط. بينما يتوقع أن تصل ميزانية الرئيس الجديد وطاقمه من العاملين مبلغ 5.5 ملايين جنيه استرليني سنوياً سيتم اقتطاعها من دافع الضرائب المواطن في الاتحاد الأوروبي.