حذر مستشار الرئيس العام لهيئة الأرصاد وحماية البيئة من أزمة اقتصادية قد تنشأ مستقبلاً نتيجة ارتفاع معدلات التلوث في شواطئ بحر جدة بنسبة وصلت 70%، ما قد ينهي الحياة البحرية في بعض المواقع ويجعل السعودية مستوردة للأسماك والروبيان بدلاً من كونها مصدرة لها. وقال الدكتور أحمد عاشور ل"الرياض"، إن نحو 150 كيلو من شواطئ جدة أصبحت عديمة الفائدة للحياة البحرية لتلوثها، وستختفي منها الأسماك والكائنات البحرية خلال الفترة المقبلة، ما يعد مؤثراً اقتصادياً بالنظر إلى اعتماد بعض الدول على استيراد الأسماك من المملكة، في وقت تضطر فيه السعودية إلى استيراده من الخارج إذا ما استمر التلوث وانتهت الحياة البحرية في شواطئها المهمة. وأضاف "في المستقبل قد نعتمد على إنتاج الدول الأخرى من الأسماك والروبيان لنستورد منها، مثلما تفعل اليابان حالياً حيث تستورد من المملكة الروبيان والاسماك رغم وجود بحر لديها، لأنه حتى الشواطئ التي لديها والمزارع السمكية التي ابتكرتها تسببت لها بمشاكل". وأوضح عاشور أنه خلال العشرين عاماً الماضية تزايدت معدلات التلوث في بحر جدة حتى وصلت حالياً الى سبعين في المائة، مستدركاً بقوله "بداية من شاطئ خليج سلمان في الشمال وحتى كيلو 35 جنوباً تلوثت الشواطئ وتصل درجة خطورتها في بعض الأماكن إلى أنك لا تستطيع إنزال قدميك في الماء للضرر الجسيم الذي قد يلحق بصحتك". وتابع "هناك مناطق ممنوع الصيد فيها والسباحة لشدة تلوثها، فتلوثها ليس فقط في المياه السطحية بل تجاوز ذلك ليصل الى التربة والشعب المرجانية الصخرية والعشبية التي تتربى فيها الأسماك، فكل أنواع الأسماك تضع بيضها بين الشعب المرجانية وعلى النباتات البحرية وعلى رأسها الشورى الذي تم إبادته بالكامل في بعض المناطق". وانتقد عاشور مشاريع المزارع السمكية، لافتاً إلى أن هذه المشاريع قد تكون سبباً قوياً للتلوث في بعض المناطق بالنظر إلى الطريقة التي يتم بها التخلص من فضلات الروبيان فيها وتكون بإلقائه في البحر، وهو أخطر تلويثاً للبحر من مياه المجاري، بالنظر إلى أنه من المفترض أن يتم التخلص من فضلات هذه الكائنات في أحواض أخرى ولا يتم إلقاؤها إلا بعد إجراء التحليلات اللازمة عليها. وأشار مستشار الرئيس العام لهيئة الأرصاد وحماية البيئة إلى أنه من الآثار السلبية لتلوث بحر جدة اقتصادياً الضرر الذي يقع على قطاع السياحة بإغلاق مساحة كبيرة من شواطئ جدة بعد تزايد معدلات التلوث فيها ووصولها نسباً مخيفة.