في وقت بدت فيه خسارة الاتحاد نهائي دوري أبطال آسيا في نسخته السابعة مؤثرة على الوسط الرياضي بأكمله باعتبار الخسارة الاتحادية شكلت خيبة أمل جديدة للكرة السعودية في موسمها، إلا أن تلك المشاركة الاتحادية فتحت الباب على مصراعيه لوقوف جميع المنتسبين للوسط الرياضي مع "العميد" في مهمته الوطنية، بعد أن أجبر رئيسه الدكتور خالد المرزوقي الجميع على الوقوف مع الاتحاد بطريقة تعامله المهذبة مع جميع المنتمين للوسط، وسعيه الدؤوب منذ أن تربع على كرسي الرئاسة لإعادة صياغة سياسات ناديه الداخلية والخارجية من خلال عمل مخلص ومقنن يتكئ فيه على النواحي العلمية التي امتزجت مع الإخلاص في العمل الذي جاء من واقع العشق الذي اكتنزه الطبيب الاتحادي للاتحاد الكيان، إذ ظهر الاتحاد بشكل مختلف على الأصعدة كافة وبات الصدق والوضوح في التعامل الإداري هو السمة الأبرز في "الاتحاد الجديد" وهو ما تجلى في صفقة انتقال ظهير الاتفاق الأيمن راشد الرهيب حينما توجه المرزوقي شخصياً لسداد المتبقي من قيمة الصفقة، في خطوة أعطت مؤشرات على أن الاتحاد اختلف كثيراً في تعامله مع الأندية، ولم يكتف المرزوقي بذلك بل وجه الدعوة لجميع رؤساء الأندية للوقوف إلى جواره في مهمة الاتحاد الوطنية وهو أمر لم يحدث من قبل على الأقل في السنوات القليلة الماضية. وفي الشأن الاتحادي الداخلي، تصدى طبيب الاتحاد بقوة للهدر المالي الذي كان يمارسه مسيرو "العميد" في المواسم الفارطة، والذي أوقع المسؤولين في حرج أمام جهات عدة، وأوقف العبث باسم وكيان الاتحاد ببيان لم يرق لمن أضروا بالاتحاد طوال السنوات الفائتة، وتجاوز المرزوقي ذلك بتقنين الأمور الإدارية والمالية محافظا على مكتسبات النادي، الأمر الذي ساهم بشكل جلي في عودة الروح الاتحادية المعروفة عن رجالاته ولاعبيه وحتى جماهيره. المرزوقي والذي يكافح من أجل صنع الاتحاد الجديد عمل على تجهيز الفريق "الأصفر" بالشكل الذي يطمح إليه محبوه، فالفريق يسير بشكل مميز في دوري "زين" للمحترفين حتى وهو لم يلعب سوى مباريات معدودة لكن المؤشرات تؤكد على أن الاتحاد سيكون أكثر قوة في الأيام المقبلة خصوصاً وهو العائد من خسارة البطولة الآسيوية، والتي يجب أن لا تأخذ أكبر من حجمها، لسبب بسيط هو أن خسارة الاتحاد للبطولة لم تحرك رؤية الجميع لهذا الفريق على أنه أحد الأضلاع الثابتة في المشهد الآسيوي، ولأن الاتحاد تجاوز نكسات أشد وطأة منها، ف"العميد"خرج من المنافسة على البطولة في النسخة الرابعة بخسارة قاسية وتاريخية من الكرامة السوري صاحب الحضور المتواضع، ولم نشاهد ما نراه الآن من بكائيات تبعث على الاستغراب، وبالتالي فإن على الإدارة الاتحادية مواصلة عملها بالنهج ذاته وعدم الالتفات لمن يحاول كسر مجاديفها وتثبيط عزائمها.