لم تكن قصة "جنى ذات الخمسة أعوام" عادية لدى أفراد الدفاع المدني في محافظة القطيف، فالطفلة التي حاصرتها النيران في غرفة بمنزلها الواقع في حي دارين في جزيرة تاروت (محافظة القطيف) نجت بأعجوبة بعد أن كافح رجال الدفاع المدني النيران التي حاصرتها وأوشكت على القضاء عليها حرقا.وكما عَلِقتْ قصة جنى في ذاكرة رجال الدفاع المدني الذين لم يكفوا عن السؤال عنها أثناء تلقيها العلاج، أصرت الطفلة على والدها كي يأخذها لرجال الدفاع المدني الذين حدثها بعضهم هاتفيا، لتقدم لهم هدية، الأمر الذي تحقق في أمنيتها مساء أول من أمس. وتفيض ذاكرة رجال الدفاع المدني الذين التقتهم "الرياض"، بذلك اليوم الذي كادت أن تلتهم النيران فيه الطفلة، لولا حسن التصرف من قبل الجندي سعيد العسيري الذي اضطر للزحف في ممر تملؤه النيران واللهب والجو الحار جدا، فوصل إلى غرفة الطفلة التي كانت فاقدة للوعي فور وصوله لها، وأضاف العسيري"لم يستطع أحد من الرجال المتجمهرين إنقاذ الطفلة قبل وصول الدفاع المدني، إذ كان المنزل كتلة من اللهب". من جانبه قال والد الطفلة سامي الطريفي: "إنني عاجز عن الشكر لما شاهدته من تضحية قام بها جميع الأفراد في موقع الحادث ومالمسته من اهتمام من قبل مسئولي الإدارة الذين كانوا على اتصال دائم بي بعد الحادث إلى ان غادرت ابنتي المستشفى وتماثلت للشفاء". إلى ذلك قامت الطفلة بتقديم باقة ورد للمنقذ، فيما قام مدير الدفاع المدني في محافظة القطيف العميد سعيد المالحي ومدير العمليات العقيد حسين ال نميس بتقديم هدية للمواطن "صندوق للسلامة"، يحتوي على طفاية حريق، وكواشف للدخان وإسعافات أولية وبعض متطلبات السلامة في المنزل ووسائل توعوية وبعض الهدايا للأطفال الذين اصطحبهم والدهم للمركز. وعن الأمن والسلامة قال المالحي: "إن على الآباء أن ينتبهوا لأمور السلامة في المنزل، إذ لا بد أن تتوفر طافئة حريق تكون مادتها قابلة للعمل، وليس تالفة، كما يجب أن تنتبه الأم أثناء الطبخ، إذ أن معظم أسباب الحرائق تأتي من نسيان الزيت على النار، ما قد يؤدي لا سمح الله إلى حدوث حالة وفاة في العائلة". جنى تقدم الورد لمنقذها