عباءة وغطاء وجه وقفازات وجوارب سوداء سمات أساسية لظهور المذيعة على قناة سعودية والتي فاجأت المشاهدين بمشهد إعلامي غير مألوف حتى على مستوى الفضائيات ذات التوجه المحافظ, حيث ظهرت ولأول مرة على شاشات الفضائيات مذيعة تقدم برنامجاً نسائياً وهي ترتدي الحجاب بغطاء كامل من الرأس حتى القدمين ولا يظهر شيء من وجهها حتى أعينها وتستضيف وبشكل دائم ضيفتين تماثلانها في الهيئة والشكل الظاهري، لتسجل القناة حضوراً لافتاً ليس على مستوى طرحها وإنما باكتشاف وتقديم المثير وغير المألوف عملاً بالقاعدة الإعلامية المشهورة "الرجل الذي عض الكلب"!. ظهور المذيعة بهذه الهيئة مخالفٌ للأعراف والمبادئ الإعلامية والتي من أهمها وضوح شخصية المتحدث خاصةً مذيع أو مذيعة البرنامج, ففي هذه الحالة يمكن أن تستبدل المذيعة باستمرار دون أن يدرك المشاهد. وما دامت القناة قد ألزمت مذيعاتها بعدم الكشف عن وجوههن فلماذا تم تقديم البرنامج عبر التلفزيون في ظل الإلغاء التام لعنصر "الصورة" ولماذا لم يتم بثه إذاعياً وبالصوت فقط والاكتفاء بالشريط النصي للرسائل القصيرة؟. أسئلة كثيرة يثيرها تصرف القناة والذي لا يمكن تفسيره إلا بأنه محاولة للفت الأنظار من الوجهة الإعلامية البحتة, لأنه لو كانت القناة تؤمن فعلاً بأن ظهور وجه المرأة في التلفزيون يمثل "مشكلة" و"تجاوزاً شرعياً" فما الداعي إذن إلى إلزامها بالحضور إلى الأستوديو؟.