قلوبنا معكم أيها الرجال البواسل المرابطون في حماية حدود الوطن من المتسللين والمفسدين والمغرضين الذين يريدون المساس بحدود وطننا ، والعبث فيه بما يحملونه من ممارسات ومعتقدات مرفوضة دينياً وسياسياً وإنسانياً ، لكونها تنطلق أساساً من أفكار شاذة لا تمت إلى ديننا الإسلامي الحنيف بصلة . قلوبنا تلهج " آمين " مع دعاء كل أم ، وكل زوجة ، وكل أخت ، وقريبة ، وكل ابنة وولد يرجون الله أن يحفظ لهم أحبابهم المجاهدين وأن يعيدهم إلى بيوتهم سالمين غانمين .. كم فرحنا مع الفرحين وحمدنا الله على سلامة وعودة المجاهد المأسور ، المقدم المظلي " سعيد محمد العمري " الذي استطاع الهرب ببسالة من وكر خاطفيه ظافراً بوثائق مهمة وخرائط عسكرية سرية تخص الفئة المتمردة في اليمن . وكم افتخرت نفوسنا بتعاضد مجاهدينا ، في وقفة إنسانية رائعة ، حين لم يتوانوا عن القيام بحملة تبرعوا فيها بالدم لإنقاذ زملائهم المصابين في المعارك ، وهم أنفسهم في حالة استنفار وجهاد يعلم الله متى تنتهي . وبذات الوقت كم تألمت قلوبنا وتآزرت مواسية عائلة كل شهيد سفح دمه الطاهر على تراب الحدود ملبياً نداء الواجب إعلاء لكلمة الدين القويم وحفظاً للوطن من كل دخيل ومفسد . وكم تأسينا لمنظر تلك الأسر النازحة التي تركت بيوتها وأمنها بلا ذنب ، وأولئك الأطفال الأبرياء الذين زُج بهم ، كمقاتلين مجندين أو كدروع بشرية ، في معارك لا يفقهون فيها شيئاً !.. حتى الحيوانات لم تسلم من شر فئة الضلال ، بل استخدموا " القرود " كدروع ليحتموا خلفها وتحتها ! الحرب الدائرة في الجنوب يعرف العالم أن المملكة لم تخضها مختارة ، بل أُرغمت على خوضها بعد أن استفحل الخطر وامتد ، فكان لابد لصبرها أن ينفد ولقواتها أن تتحرك دفاعاً عن كل شبر ، وتطهيراً للبلاد من كل شرذمة تحاول زعزعة أمنها . نسأل الله أن ينصر "رجال ابو متعب" ، حماة الديار ، وأن يعينهم ويؤيدهم ويرفع رايتهم ، وأن يحفظهم لأحبابهم ، وأن يرحم الشهداء ويسكنهم الفردوس الأعلى .. كما نسأله تعالى أن يتمم حج هذا العام على خير ما يرام دون أية مشكلات تذكر ، وأن يكلل جهود حكومتنا المبذولة في سبيل هذا الشأن بالنجاح .. إنه سميع الدعاء .