|طار يحمل راية العدل والتوحيد والنصر والمواساة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) صلى الله عليه وسلم .. ترافقه السلامة ويحدوه التوفيق نحو أداء الواجب.. ليحل في مدينة جازان بين ابنائه منسوبي القوات المسلحة في أحد المسارحة جبهة الصمود والتحدي.. الجبهة الحامية لأرض الوطن وحدوده الآمنة من المعتدين الآثمين.. تأكيداً للأمانة الملقاة على عاتقه.. وتحقيقاً لأداء المسؤولية التي يضطلع بها : نحو أمته ووطنه في السراء والضراء وحين البأس. | وصل الى منطقة جازان ليقول لأهلها : أنا معكم في آلامكم وآمالكم بالنفس والمال والايمان والمسؤولية والسلاح والرجال الأوفياء لأمتهم ووطنهم.. سأكون الجندي الأول مع الجنود البواسل في معركة الكرامة.. في خندق الشرف والبسالة.. في جازان الحبيبة بين أهلها الطيبين.. دفاعاً عن حدود أرضنا ممن يحاول المساس بها والاضرار بأهلها والتوسع في أرضها. | جاء الى جازان ليواسي أسر الشهداء الذين استبسلوا فداء للوطن. | جاء ليرى بأم عينه ما لحق بها من أضرار (فمن رأى ليس كمن سمع). | جاء اليها انطلاقاً من عمق المسؤولية التي سيسأل عنها امام الله.. تأسياً بقول الخليفة الراشد عمر رضى الله عنه (لو عثرت دابة في أرض الشام لسئلت عنها). | جاء اليها وفاء بوعده وعهده في زيارته الأولى لها والتي اكد خلالها يحفظه الله أن القصور الذي لحق بها وبتقدمها ونهضتها سيعوضها عنه بإذن الله وبما هو أحلى وأكمل.. وفعلاً حقق وعده وسارت وتسير جازان في نهضة مطردة وتقدم مستمر في شتى مجالات الحياة. | جاء اليها ليؤكد حرصه عليها وحبه لأهلها.. في زيارة ثانية لها خلال موجة (حمى الضنك) التي عمت ارجاءها قبل بضع سنوات ووجه خلالها بما يعالج تلك المشكلة الصحية ويقضي عليها جذرياً. | ويجيء اليها اليوم وللمرة الثالثة ليكون احد جنود الحماية لحدودها من كل (عابث أو مفسد أو ارهابي أجير) وليوجه بما يحفظ أمن المنطقة ويردع كل طامع ويوقفه عند حده ويعيد الاستقرار لحدودها وسكانها. | جاء اليها اليوم ليكرم اهلها بمكرمة جديدة وسخية لا تقل عن مكارمه المستمرة وتتمثل في (بناء عشرة آلاف وحدة سكنية للنازحين الى مركز الايواء في جازان تتوفر فيها كافة المرافق من مساجد ومراكز صحية ومدارس وغيرها) وانهاء المشروع في مدة عام أو اقل. | جاء اليها اليوم ليؤكد امام الملأ في كلمته الوجيزة البليغة أمام القوات المسلحة بكافة قطاعاتها قائلاً (انها لسعادة لي أن أكون بينكم اليوم على ثغر من ثغور الوطن أراد له الإرهابيون المتسللون السوء عندما تطاولوا على أرضنا وأرهبوا الآمنين واستباحوا الدماء دون مراعاة لوازع من دين أو خلق، فلهم نقول : لقد تجاوزتم في غيكم فركبتم صعبا واننا بعون الله قادرون على حماية وطننا وشعبنا من كل عابث أو مفسد أو ارهابي أجير.. اخواني وابنائي الكرام .. ما نحن إن شاء الله من الذين يخشون الجهر بالحق واحقاقه ولسنا من لا يرعى الله في حماية دينه ووطنه.. ولقد اثبتم أنكم درع الوطن بعد الله وانكم ولله الحمد اهل القلوب المتوكلة على الحق جل جلاله شجاعة لا يخالجها خوف وقوة لا يصحبها وهن واثبتم ولله الحمد بأنكم أهل العزم بعد الله وساعده الضارب لكل معتد فتوكلوا على الله). | هذا هو موقف .. ملك القلوب والإنسانية.. خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أحداث الحدود الجنوبية (جازان) وما وجه به تجاه الواقع هناك.. انطلاقاً من اهتمامه ومسؤوليته (دفاعياً وتوجيهياً ومعنوياً وإنسانياً) وليس غريباً عليه ذلك فهذه سجيته ومواقفه المشرفة الشجاعة أمام ما يحصل لوطنه وأمته من مواقف وأحداث وقضايا ومشكلات.. كان آخرها ما تعرضت له مدينة جدة من أضرار السيول والأمطار خلال عطلة عيد الأضحى المبارك لهذا العام 1430ه وما وجه به نحوها من إجراءات حاسمة وإنسانية وتعويضات وتشكيل لجنة للتحقيق في ذلك، حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار.. ومد في عمر قائدها المظفر خادم الحرمين الشريفين ليواصل مسيرة الخير والبناء. وبالله التوفيق.