سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمير سلطان بن سلمان:خادم الحرمين يرعى أول مؤتمر دولي للآثار المستعادة ..ومهمتنا خلق وعي وطني جديد خلال افتتاحه مؤتمر التراث الحضاري للوطن العربي في دورته التاسعة عشرة
اكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عناية المملكة بقضية الآثار والتراث الوطني منوهاً بتعاونها الكبير مع الدول الصديقة والذي اثمر قبل فترة بسيطة عن تسليمها لمجموعة من الآثار لدولة العراق الشقيقة واستمرار هذا التعاون دولياً سواء عن طريق الإنتربول او المنظمات المعروفة لمحاصرة قضايا التهريب للآثار. وشدد سمو الأمير سلطان بن سلمان على قضية التهريب عاداً إياها من الأولويات القصوى التي توليها المملكة عنايتها التامة كاشفاً في الوقت ذاته أن هذا العام سيشهد رعاية خادم الحرمين الشريفين لأول معرض دولي من نوعه حول استعادة الآثار في المملكة. واضاف سموه خلال كلمته التي القاها بمناسبة افتتاحه نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مؤتمر التراث الحضاري للوطن العربي في دورته التاسع عشرة بعنوان (الحفريات الأثرية غير الشرعية والمتاجرة غير الشرعية بالآثار) والذي عقد صباح أمس في فندق ماريوت الرياض بحضور عدد من الخبراء وبمشاركة جميع الدول العربية بالإضافة إلى مشاركة دولية تتمثل بمشاركة مركز آيكرم وممثل من منظمة اليونسكو. وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على اهتمام الدولة وتوجيه القيادة باستثمار جميع ما يمكن من الآثار الوطنية الموجودة خارج المملكة وبطريقة سلمية وحسب الطرق المتبعة كما حثّ سموه المؤتمرين على التعاون في هذا المجال مع المملكة معرباً عن تقديره لهذا التعاون والاستفادة منه في المعرض القادم منوهاً بالعناية بالآثار الوطنية التي سلمتها الدولة للهيئة واضاف : سوف نعمل على إحداث نقلة تتوافق مع المعايير الدولية ومع أفضل التجارب العالمية منوهاً سموه بأهمية القطاع العمراني الذي اعتبره امتداداً للتراث الوطني ويشهد نقلة ضخمة في المملكة في جميع المستويات سواء فيما يتعلق بالتنقيب عن الآثار أو حماية التراث واردف سموه قائلاً: المملكة تعمل حالياً مع أربع عشرة دولة في المواقع والآثار المهمة مؤكداً بأن المملكة فتحت الآثار اليوم لوجود كوادر وطنية مع الفرق الدولية في أراضيها ومن جميع المستويات سواء من حملة الدكتوراه او الجامعيين او حتى الطلبة المتدربين لافتاً الى ان افتتاح كلية السياحة والآثار قبل عامين تقريباً أمر جيد وينتظر من هذه الكلية الوليدة الكثير للوطن. وقال الأمير سلطان إن الهيئة تقوم بعمليات ترميم شاملة للآثار الوطنية وعملية إتاحة المواقع للزوار مشيراً الى انه ولأول مرة تربط فرق التنقيب عملها بالنشر وبفتح مواقع انترنت للمواقع التنقيبية على أسس عالمية كبيرة اضافة الى قيام عمل شامل للمتاحف الوطنية وخصوصاً المتحف الوطني الذي سيشهد نقلة نوعية سواء في استقبال الضيوف او التعامل مع المدارس او في احتضانه للفعاليات. وكشف الأمير سلطان بن سلمان ان الهيئة بصدد انشاء خمسة متاحف رئيسية بالمملكة أولها في عسير حيث سيتم وضع حجر أساسه الأربعاء المقبل ومتاحف رئيسية لآثار المنطقة على الطراز الدولي وبأعلى المعايير كذلك توجه الهيئة لدراسة تهيئة ستة او سبعة متاحف رئيسية اخرى ومتحفين رئيسيين بتوجيه من الدولة في جدة احدها متحف للتراث الإسلامي في قصر خزام والآخر دار للقرآن الكريم بالمدينة المنورة كما امتدح سمو رئيس هيئة السياحة والآثار التعاون القائم بين الهيئة ووزارة الثقافة في بناء وعي وطني جديد من خلال خطة وطنية للتواصل الاعلامي مع الجمهور واعادة قضية طرح التراث والآثار والتراث العمراني الى السطح وبما يرسخ القيم الوطنية وارتباط تلك الآثار بالمواطن وادراك ان تلك الآثار ليست مستباحة مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة استثمار الأجيال الجديدة وتعميق الوعي لديها ودلل سموه على التجربة الناجحة مع وزارة التربية والتعليم برئاسة سمو وزير الأمير فيصل بن عبدالله الذي يولي هذه الآثار اهتماماً كبيراً عاداً وزارة التربية والتعليم شريكاً اساسياً وناجحاً كما استعرض سمو رئيس هيئة السياحة والآثار عمل الهيئة على عشرات المواقع وترميمها الذي تتولاه بعض مؤسات الدولة مشيراً الى ان اكثر من خمسين بلدية محلية خصص لها ميزانيات لتطوير القرى التراثية تصل الى اكثر من مليون دولار بالاضافة الى وجود اكثر من ثماني وزارات تساهم في ادخال البنية التحتية في تنظيم المواقع وتجمع السكان في جمعيات تعاونية منها ثلاث جمعيات انشأت شركات لتطوير المواقع وختم سموه حديثه بالتنويه بما تشهده المملكة من اقبال كبير على ترميم المنازل وهو ما دعا الهيئة الى انشاء وحدة للدعم الفني وكذلك انشاء وحدات للتدريب على الترميم. من جهته دعا الدكتور محمد العزيز عاشور مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو الى التطبيق- وبكل حزم - الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية التراث الثقافي الإنساني للقدس والتي قال إنها في موقع مسجّل على قائمة التراث العالمي المدّد بالخطر منذ عام 1982 وأن تعمل لوقف الحفريات غير الشرعية التي تقوم بها إسرائيل في القدسالمحتلة مؤكداً على استعداد المنظمة لمعاضدة صمود (اليونسكو) حيث سيُعنى المؤتمر بالحفريات غير المشروعة التي قامت بها إسرائيل ولم تزل في الأراضي الفلسطينية وفي الجولان السوري المحتل. واوضح الدكتور عاشور ان المؤتمر سيتناول المؤتمر ما يتعرض له التراث الثقافي في العراق خاصة من أخطار تهدّد تاريخ حضارة إنسانية عريقة مشيراً إلى أن ما شهده المتحف العراقي من اعتداءات (عند احتلال العراق) عام 2003، يعتبر من أكبر عمليات سرقة الآثار في العصر الحالي، وهو ما يستدعي عملاً عربياً ودولياً حثيثاً لمعاضدة السلطات العراقية لاسترداد الآثار المسروقة واشار مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ا أن هذا المؤتمر يهدف إلى التعاون العربي المشترك لحماية التراث الثقافي وصونه والنهوض به والمشاركة في الحوار حول قضايا التراث في بلدانهم، وتبادل الخبرات فيما سموه متحدثاً للإعلاميين بينها. وقال عاشور : إن التراث في أقطار البلدان العربية تتعرض لأخطار ناتجة عن التنقيبات الأثرية العشوائية وغير المرخّص لها، وأعمال السرقة والمتاجرة غير المشروعة بالآثار لذلك يجب الحفاظ على التراث الثقافي في وجه العابثين به والطامعين فيه وأنا على يقين من هذا المؤتمر سينتهي إلى وضع أسس لعمل جماعي منسّق ومتكامل لمواجهة متكافئة لهذه الأخطار. وذكر أن المؤتمر سيركّز اهتمامه على حالات خاصة وبالغة الأهمية في العالم العربي تؤدّي إلى تهديد التراث الحضاري بالمحو، بل الذات الحضارية نفسها والذاكرة التاريخية، مشيراً إلى أن من أبرز هذه الحالات تلك التي تعاني منها القدس منذ عقود طويلة من احتلال استيطاني يسعى إلى طمس هويتها العربية وعمرانها ومعالمها وقيمها. بعدها استهل المؤتمر جلساته بأوراق عمل وتستمر حتى الأربعاء تقدم خلالها الدول المشاركة أوراق عمل تستعرض تجاربها في معالجة هذا الموضوع والحفاظ على الإرث الحضاري في الوطن العربي.