يحسب الظهور الإعلامي المكثف لأعضاء لجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم للجنة ورئيسها فهد المصيبيح الذي فتح باب التواصل مع الإعلام والمتابعين لتبيان سياسة اللجنة وطريقة عملها وكيفية تعاملها مع الأحداث المتراكمة على المشهد الكروي السعودي، ولعل الظهور التلفزيوني الأخير لجميع أعضاء اللجنة بمن فيهم المصيبيح كشف عن هذا الأمر من خلال التجاوب مع تساؤلات مسؤولي الأندية بشكل اعترف فيه أعضاء اللجنة «ضمنيا» بأنهم في قفص الاتهام، لكن هذا الظهور لأعضاء لجنة المسابقات كشف عن الكثير من مكامن الخلل في جدولة المسابقات السعودية، إذ أوضح حديث فهد المصيبيح حول جدولة مباريات الموسم عدم إطلاعه بشكل كافٍ على معاناة الأندية مع موجة التأجيلات واتضح أن معلومات المصيبيح حول روزنامة المسابقات تركزت بشكل واضح على مشاركات المنتخب وكيفية رسم جدول الدوري بشكل يتلاءم ومشاركات «الأخضر» في استحقاقاته. المصيبيح والذي تقع على عاتقه مسؤوليات عدة أكد أنه أوكل لنائبه طارق كيال مهمة رسم جدول مباريات بطولة الأمير فيصل بن فهد، وهنا يتضح أن تواجد شخص واحد خلف جدول مباريات بطولة كاملة - بحسب حديث رئيس اللجنة – ساهم في فقدان البطولة بريقها من خلال التأجيلات التي طرأت على الجدول دون وضع مشاركات الفرق الخارجية بالحسبان قبل إقرار الجدول ولا حتى تداخلها مع الدوري، والمؤسف أن يحاول نائب رئيس اللجنة التملص من مسؤولياته أمام الملأ وهو يدافع عن جدولة المباريات التي قضت على إثارة بطولة الأمير فيصل وأفقدتها بريقها المعروف عندما كانت تمثل الاستعداد الأقوى للموسم الكروي، أما كيف تملص كيال من مسؤولياته فإن ذلك جاء حين طالب كيال إدارات بتجهيز فريقين أحدهما للدوري والآخر للبطولة، متمنياً من الفرق أن تشرك احتياطييها في مباريات بطولة الأمير فيصل بن فهد في تقليل واضح من أهمية البطولة وهو يقول: «وضعنا مباريات البطولة بعد مباريات الدوري بيومين لتكون فرصة لمشاركة الاحتياطيين بدلا من البحث عن لقاءات ودية». وفي هذا أمر يبعث على الاستغراب، كون التبرير الذي صدر من كيال إزاء التخبط في وضع جدولة ثابتة وعادلة للبطولة يوحي بفرض إملاءات معينة على الأندية، بإشراك الصف الثاني وهو تدخل صارخ في سياسات الفرق وكوادرها الإدارية والفنية. ولعل تداخل رئيس الرائد الأسبق عبد العزيز التويجري ومطالبته بحقوق ناديه كشفت عن تناقضات عدة لأعضاء اللجنة وتبريرات أكثر غرابة، حيث يصر طارق كيال ومن قبله فهد المصيبيح على مطالبة الرائديين باشراك الفريق الاحتياطي أمام منافسهم التقليدي التعاون في وقت لم نجد فيه كيال يطلب من الحزم الزج بالفريق الرديف أمام الطائي حين تقدمت إدارة الحزم بطلب تأجيل المواجهة، بسبب ظرف مشابه لظرف الرائديين، وهو ما ينطبق على مباريات الاتحاد وأحد والنصر والشعلة وغيرها، وهو ما يضطر المتابعين للتساؤل عن سبب تأجيل مباريات فرق دون أخرى، وإذا كان رد اللجنة حول تأجيل مواجهة الحزم والطائي بأن ظروف الطيران هي التي دفعتهم لذلك، فإنه كان من الأجدر باللجنة أن تتعرف على ظروف الطيران قبل أن تقدم على جدولة المباريات، بدلاً من وضع الأندية في مواقف لا تحسد عليها. كثرت التأجيلات قتلت متعة المسابقات المحلية ثمة قضية أخرى وهي تتعلق بتأجيل مباراة الرائد والاتفاق وعدم تأجيل لقاء النصر والقادسية، حيث تبرر اللجنة ذلك بعدم موافقة إدارة الاتفاق على الموعد المقترح والذي تزامن مع إقامة مباراة النصر والقادسية في موعدها الجديد بسبب مشاركة ثنائي الاتفاق البنمي جارسياس والعماني خليفة عايل مع منتخبي بلديهما في يوم «الفيفا» وهنا يظهر تساؤل جدير بالطرح أمام أعضاء اللجنة بانتظار إجابة مقنعة وبعيدة عن التبريرات المنافية للمنطق، يتمثل بموقف اللجنة فيما لو تقدمت فرق الحزم والرائد ونجران بطلب تأجيل مواجهة الرائد ونجران ونزال الحزم والقادسية يومي 22 و 23 نوفمبر الجاري بسبب مشاركة الثلاثي الأردني لاعب الحزم بشار بني ياسين ومدافع نجران أنس بني ياسين ومدافع الرائد حاتم عقل في مواجهة منتخبهم أمام إيران في 22 من الشهر الجاري، فهل ستتجاوب اللجنة مع تلك الفرق فيما لو طلبت من اللجنة تأجيل لقاءاتها أسوة بالاتفاق، أم أنها سترفض ذلك..؟ ليس عيباً أن يعترف أعضاء لجنة المسابقات بالخطأ مثلما أقروا به في الموسم الماضي عند إقامة جميع المباريات في يوم واحد وهو ما تم تلافيه، ولكن الإصرار على الخطأ ومحاولة تغطية الإخفاقات المتراكمة في تقديم روزنامة واضحة وترضي غالبية الفرق وتقلل من تذمر مسؤولي الأندية الذي بات هو السمة الأبرز في الوسط الكروي هو الخطأ بعينه، فالبحث عن أعذار غريبة والهروب إلى الأمام من الواقع ومحاولة فرض وصاية فنية على الفرق ما هو إلا كشف عن عجز اللجنة وبكل أسف في الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف أو حتى بعضها.