لا يستطيع أي كائن أن يجرنا كإعلاميين وكتّاب إلى فخ التراشق المذهبي، أو الطائفي، ولا يمكن أن ننزل إلى هذا الدرك الكريه والمنتن من تفرقة بين المسلمين، أو حتى مع الآخرين فهذا سلوك مرفوض أخلاقياً، وأدبياً، ولا يمكن أن يمارسه إلا أصحاب الفكر الرديء والمشبوه. فالكلمة لها قدسية يجب أن توظف لخدمة الأمة العربية، والإسلامية باختلاف مذاهبها، ورؤيتها لبعض التفاصيل، وثقافاتها في تأويل وفهم النص. وتبقى الثوابت جامعة، موحدة، ولغة العقل والحوار والفهم هي السائدة في وعي العقلاء. ثم، وهذا مهم ، لا يمكن أن نسمح لأي أحد أن يحدث شرخاً بين أبناء الطائفة السنية، والأخوة الأفاضل من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة. فأحفاد عمر، وعلي، وأبي ذر الغفاري، وسلالات الخلفاء الراشدين، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هم أخوة في الدين، واللغة، والعرق، والآمال، والآلام، والتطلعات ، وجدير بهم أن يبحثوا كأخوة عن فضاءات واسعة، ويتبنوا أفكاراً تنويرية، استشرافية تعيد لهم كرامتهم، وعزتهم، وقيمتهم، بدل أن يتورطوا في أفخاخ الشحن المذهبي، وتكريس العداوات، وزرع البغضاء، التي لا تقود إلا إلى الانهيارات، والأوجاع، والتلاشي من خارطة التأثير الأممي. وإذا كان هناك من الملالي، وأصحاب العمائم السوداء والبيضاء من يريد أن ينفخ في نار الفتنة، ليؤجج أتون الحقد، والنار التي تحرق الجميع، فلا أحد ينجو من لهبها، وتداعياتها، وآثارها الموجعة، وربما القاتلة فإن على العقلاء من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة أن ينتبهوا إلى هذا، مهما كان انتماؤهم الجغرافي، والكياني، ويساهموا في رفض أي محاولات خبيثة تهدف إلى إحداث فتنة بين أبناء الطائفتين، وإيجاد شروخات تباعد بين نقاط الالتقاء في جوهر الدين، والقضاء على مفهوم التسامح، والحب، وقبول الآخر التي هي من أهداف ديننا الإسلامي الحنيف، سيما ونحن نفهم ونعرف أن الهدف المبطن هو إحياء قومية انحسرت على حساب القومية العربية وذلك تحت شعار الدين وتسييسه. إن الدعوة إلى تسييس الحج هي دعوة تخالف شرع الله، وتعاليم الدين، وهدي القرآن. وتتوافق مع مبادئ وأهداف ومشاريع الثورة الخمينية التي من أبرز أهدافها وأغراضها «تصدير الثورة الإسلامية(!!)» وإيجاد مسافات واسعة جداً من التباعد بين الأخوة في الطائفتين. الحج عبادة، وأمن الحج وحجاج بيت الله الحرام خط أحمر، أحمر، أحمر. ولا تقولوا في رسائلكم إننا أصبحنا على حدودكم الجنوبية عبر الحوثيين.!!