يتمتع الشيخ حسن الصفار بموقع متميز عند المواطن السعودي ، وقبول لآرائه وأفكاره وطروحاته العاقلة والمخلصة للوطن، والتفاف حول صفته ومكانته الدينية من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة ، أو أتباع المذهب الشيعي ، فالرجل عقل وعلم وتسامح وولاء للوطن والإنسان والنظام السياسي ، يتماهى في نظرته للوطن مع العلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين المفتي الجعفري للطائفة الشيعية الكريمة في لبنان - رحمه الله - حين سجل في كتابه القيم " الوصايا " ضرورة أن يكون ولاء أبناء الطائفة الشيعية لأوطانهم ، ونسيجهم الاجتماعي ، أينما وجدوا ، ولأي نظام عربي انتسبوا ، وأن يتمسكوا بعروبتهم ، ولايكون لهم مشروعٌ يختلف عن أبناء وطنهم الذي يحملون هويته ، وأن يعملوا بكل طاقاتهم على تحصين أوطانهم من الانقسامات ، وإبعادها عن الولاءات المذهبية.. ومن خلال هذه القناعة ، والوعي ، والفهم عند الشيخ الصفار يمارس تواجده ، ويستمد مشروعيته كرجل دين ، وكموجّه ، وحاضن للطيف الشيعي الذي هو في الأصل ، وحقائق الواقع ، والمنطق جزء من نسيج المجتمع السعودي ، يحمل نفس الهواجس ، والرؤى ، والتوجهات ، والطموحات ، ويتفاعل مع المجموع في كل أمر يهم نجاحات الوطن ، وتألق مساراته ، وتسييج أمنه من المؤامرات ، والاستهدافات الشريرة . والشيخ حسن الصفار يمثل الوسطية ، والاعتدال في كل قضية من القضايا المثارة في الداخل كهاجس يمكن طرحه بعيداً عن التشنج ، والعنف ، والمزايدات الرخيصة ، كما يمثل الرأي الشجاع ، والجرأة في وضع الخطوط الحمراء أمام كل توجّه يمكن أن يحدث شرخاً في جسم المجتمع ، أو استهداف خارجي يسعى إلى توظيف أبناء الطائفة الشيعية وقوداً له ، وجسراً لتنفيذ أغراضه ، في الوقت الذي يكون الهدف الأساس هو إحياء قومية تقوم على الكره ، والعنصرية ، والحقد على كل ماهو عربي إرثاً ، وثقافة ، وتاريخاً ، وإنجازاً ، تحت ستار الدين ، وأيديولوجيا الإسلام السياسي ، لهذا فإن الإنسان السعودي يحمل لهذا الرجل العقل والفكر كل احتفاء ، وتقدير ، ويضعه في مصاف رجال الدين التنويريين تجاه أحداث القطيف الأخيرة وقف الشيخ حسن الصفار صمام أمان للوحدة الوطنية ، رافضاً كلّ الممارسات التي تسيء إلى الطائفة الشيعية الكريمة قبل أن تسيء إلى الوطن ، وإنجازاته السياسية ، والتنموية على كل الصعد ، ولم يكن ذلك الذي يتلوّن ، أو يزيّف المواقف ، أو يذر الرماد في العيون ، أو يكون ناعقاً يقضي على كل تماسك وطني ، وتلاحم اجتماعي كما نراه في لبنان أو العراق ، ينفذ مشروعاً تقسيمياً ، ويخدم أهدافاً فئوية ، وقومية ، ويحارب لغته ، وعرقه ، وانتماءاته ، وامتداداته ، وجذوره القومية ، والجغرافية . في خطبة الجمعة تجلت وطنية ، وحكمة الصفار ، وقال مخاطباً شباب القطيف ، وأبناء الطائفة : " ... لاتستدرجوا العنف ، ولاتسمحوا لمندسين بتشويه صورة القطيف، وإن ترك العنان للتعبئة الطائفية ، والدخول في معادلة ردود الأفعال ، هو مايريده أعداء الوطن ، ومايجب أن نحذَر منه جميعاً حكومة وشعباً ... ". نحتفي بهذا العالم الجليل كوطنيّ ، وحكيم ، ونعتز بوجود رجل دين مثله..