يلتقط الأطفال الرضع لهجات أمهاتهم وهم لا يزالون في الرحم، ويستخدمون لهجة محددة حين يبكون. فقد ذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية الجمعة أن دراسة حديثة أظهرت أن بكاء الأطفال يختلف باختلاف لهجات ذويهم، ما يعني أن الأجنة يتنصتون على محادثات ذويهم فيما لا يزالون في رحم الأم، ويلتقطون اللهجة التي يستخدمونها. وقد درست الطبيبة كاثلين ويرميكي من جامعة "وورزبورغ" في ألمانيا أنماط بكاء الأطفال في الايام الخمسة الأولى من ولادتهم. ويتميز بكاء الأطفال بالارتفاع ثم الإنخفاض، ولكن مع مرور الأسابيع تصبح صرختهم منمقة أكثر، وتختلف درجة نغماتها وطولها. وقد سجل العلماء رقمياً بكاء 30 طفلاً فرنسياً و30 طفلاً ألمانياً، واستخدموا برامج إلكترونية لتحليل النتيجة. وبدا الخط البياني لصراخ الأطفال الفرنسيين منخفضاً ثم ارتفعت درجة نغمته، أما بكاء الأطفال الألمان فبدا مرتفعاً ثم انخفضت درجة نغمته. وذكرت ويرميكي التي نشرت دراستها في مجلة "كورنت بيولوجي" البريطانية أن أنماط بكاء الأطفال يعكس لهجة الفرنسيين والالمان، فالفرنسيون يحترمون التنغيم ويمكن ملاحظة ارتفاع في درجة النغمة لديهم، أما هذه النغمة فتنخفض عند الألمان. وأفادت أن الأطفال يستمعون إلى صوت أمهاتهم في الأشهر الثلاثة الأخيرة من فترة الحمل وينقلون نمط كلامهمن حين يبكون، كما لفتت أن اختلاف لهجة بكاء الأطفال لا ينحصر باختلاف البلدان، بل قد يختلف من منطقة إلى أخرى داخل بلد واحد. وأشارت الدراسة الألمانية إلى أن الأطفال يتعلمون اللغة وهم في داخل رحم أمهاتهم خلافاً للاعتقاد السائد أن اكتساب اللغة يبدأ في الشهر الثالث من عمر الطفل. ولا تنحصر هذه الدراسة بالأطفال فحسب، فنغمة خوار البقر وزقزقة العصافير تختلف من مكان إلى آخر أيضاً.