عندما نتذكر الكلمة الحجازية وروعتها يتبادر إلى المخيلة الهرم الثالث للكلمة الحجازية ياسين سمكري الذي كتب " يا أمل عطشان " والتي لازال جمال كلماتها يداعب الإحساس. "مساحة زمنية"استضافت ياسين سمكري الذي كون مع ثريا قابل وإبراهيم خفاجي وعبدالرحمن حجازي أعمدة للكلمة الحجازية. في البداية حدثنا الأستاذ ياسين حسين سمكري, وقال:أنا من مواليد مكة عام 1360ه موظف سابق في بريد مكة متزوج ولدي ولدان وثلاث بنات واولادي أحدهم فنان والآخر شاعر. فعدنا بطرح الاسئلة: • بدايتك مع الكلمة ؟ - بدأت بثلاثة أعمال في يوم واحد وكان ذلك عام "1382 ه" وكانت بمناسبة عيد جلوس الملك سعود -رحمه الله-، وأغنية لطارق عبدالحكيم وأغنية لمحمود خان وأغنية لفنان سوداني نسيت اسمه, ايضا لا انسى الفنان الشريف عبدالله مرشدي-رحمه الله-(ياقماري) وكان ذلك عام"1386 ه" • حدثني عن تعاونك مع الفنانين الآخرين ؟ - تعرفت على الأستاذ جميل محمود و لحن لي أكثر من 18عملا, وقدمنا أعمال مع فنانات مغربيات منهن رجاء بلمليح و جميلة العمري وعائشة الوعد وأتشرف أن غنى لي عدد كبير من الفنانين السعوديين وكذلك ملحنين كبار أمثال محمد شفيق وطلال باغر وغيرهم ومن المطربين كطلال مداح -رحمه الله- الذي كان القدر أسرع من أن يسجل أغنية بعنوان " عيني شافت كل شي " وأذكر أنني كنت برفقة عبدالرحمن خوندنه يرحمه الله في منزله وطلب مني نصا غنائيا فأعطيته الأغنية وقام بتلحينها وغناها طلال في جلسة خاصة تمهيدا لتسجيلها كما كان هناك نص آخر لطلال بعنوان " نامت على شط الهوى " وكذلك محمد عبده الذي غنى لي"قائد الأمة" و عبادي وعبدالمجيد والأستاذ سراج عمر لحن وغنى من كلماتي. • ربما الجميع يتذكر اغنية"يا أمل عطشان", حدثني عن قصة هذه الرائعة ؟ - هذه الكلمات كان لها قصة حيث أنا بطبعي أحب السفر وفي إحدى السفريات لم أخبر زوجتي بسفري وعندما علمت "تكدرت" ولاحظت ذلك عليها فكتبت هذه الكلمات وسلمتها للرائع جميل محمود الذي أبدع في تلحينها وسلم النص للفنانة المغربية الراحلة رجاء بلمليح التي أدتها بمنتهى الروعة. ياسين سمكري • ماهو المنحى الذي تكتب فيه ؟ - أميل للصورة الاجتماعية لنخدم المجتمع مثل كثرة السفر وأذكر موقفا لأحد الأشخاص كان كثير السفر وكتبت فيه نصا وتضايق, وتقابلنا خارج المملكة وقال: أنا أمارس حياتي العملية, وهذا من باب النقد البسيط للناس الذين يسافرون بكثرة ويتناسون متطلبات أسرهم. وقدمت أكثر من مئة عمل باللهجة الحجازية وعشقي للكلمة الغنائية كان امتدادا لعشقي لما كان يقدمه الأستاذ الكبير إبراهيم خفاجي الذي سبقني بعشرين سنة في كتابة الكلمة الغنائية, وكان توأمي في كتابة الكلمة الأستاذ عبدالرحمن حجازي الذي كنت لا أفارقه حتى في السفر ودائما مع بعض وكان لكل منا أسلوبه في كتابة الكلمة والجميع كانوا يعرفون هذه الكلمات لمن سواء أنا أو إبراهيم خفاجي أو عبدالرحمن حجازي. • من وجهة نظرك, كيف تشاهد الاهتمام بهذا التراث ؟ - نحتاج الى شركات تتبنى أعمالنا لأن لدينا الكثير من الجميل وأنا بطبعي فإن أعمالي يراها جميع أفراد أسرتي لأنه كلام عن المجتمع ويخص المجتمع وبعيد عن الأغراض الأخرى والتي لاتمت لمجتمعنا أو لثقافتنا بصلة ولازلت هاويا ومن أراد أعمال ليغنيها فأنا أرحب به, وهناك مجموعة من الأساتذة لهم باع طويل في الفن مثل الأستاذ إبراهيم خفاجي الذي يملك مخزونا هائلا من تراثنا ويعتبر موسوعة لأن له في هذا المجال مايقارب"70 سنة" والذي كتب أجمل كلمة, وأقول أنه يجب أن يكون هناك اجتماع على مستوى عال يشارك فيه المهتمون بتراثنا وبدعم من الدولة لأن الإنسان يموت ومعه مخزون كبير فيجب أن نستفيد من هذا المخزون بكتابته أو ترجمته لأعمال تبقى, ولدينا في المنطقة الغربية مكتسبات جميلة وأضرب لك مثلا قديما وأنا رأيته بأم عيني، كان الحجاج عندما ينتهون من حجهم وخلال العيد يحتفلون بتراثهم ورقصاتهم التي يعتزون بها. وأذكر الأستاذ جميل محمود عندما قدم برنامج"وتر وسمر" الذي كان يهتم بتراثنا الفني الثقافي كالدانات التي يجيدها الفنان فوزي محسون-رحمه الله- وكان الأستاذ إبراهيم خفاجي له دور يقدم خلال هذا البرنامج لأنه يعتبر موسوعة فنية ثقافية تاريخية وكنت أنا وعبدالرحمن حجازي-رحمه الله- نعدل في بعض الأشياء وكان هذا البرنامج بتوفيق الله من أنجح البرامج التي قدمها الأستاذ جميل محمود في سبيل الاهتمام بتراثنا الفني الثقافي وبعد توقف هذا البرنامج فتح بيته وقلبه للجميع من فنانين وشعراء وعازفين ونحس أننا في بيوتنا لما نجده من ترحاب جميل من "أبي سهيل" الذي بدأت علاقتي معه منذ 46 عاما. السويد عام 1396 ه مع طارق عبدالحكيم ومحمد سليم عام 1405ه عام 1387ه