استقبال سوق الأسهم لشركة أنعام بالورود الحمراء وزفها لوحدها بالنسبة الخضراء أكد ( وللمرة الألف ) بان سوقنا يسير وفق خطط متجددة تتحقق أرباحه بتدوير السيولة والاستئثار بالمعلومة وبعيدا عن النتائج، فتسرب قرار إعادة التداول اليومي لأسهم أنعام والارتفاعات المتواصلة لأسابيع في جلسات يومي الأحد والأربعاء اثبت ذلك، ولكن دهشة المتداولين في أن من شارك في زف "أنعام" وقبل الإعلان هم فقط زملاؤها في الحفلات "الخضراء" قبيل فبراير 2006م كالأسماك والباحة وثمار والغذائية و.. فقد عادت بشكل جديد وسط غياب مضاربي شركات التامين الخاسرة وكبار المستثمرين - ومنهم صناديق ضخمة - بالشركات الكبرى والبنوك على الرغم من النتائج الجيدة في ظل الأزمة العالمية! فماحدث لايمثل إلا مشهدا اعتدنا عليه بسوقنا كحفله من الحفلات التي تُنظم بالسوق بهدف توليد الأموال عبر استغلال المضاربين لأي فرصة لتدوير السيولة بالسوق بجذب سيولة الآخرين الكبيرة لأسهمهم ثم استعادة الأسهم بسيولة اقل وهكذا! فتفاعل الشركات الخاسرة القديمة مع عودة أنعام ماذا سيفيد المستثمرين بتلك الشركات؟ فسهم الأسماك الذي يعلن منذ سنوات عن خسائر كبيرة يرتفع من (47) ريالاً الى أعلى من (63) ريالاً بنسبة (35%) وكذلك باقي "الفرقة" خلال أيام فقط لمجرد عودة زميلتهم في حفلاتهم السابقة فلماذا هذا التوافق الغريب؟ إن هناك أهمية لاستباق الحدث بالسوق للمتابعين لتداولاته من غير المستثمرين، باعتبار أن معظم المتداولين مضاربون سواء أفراد او صناديق! فأسعار الأسهم لا تستند على أخبار بل أصبحت تتأثر بممارسات المضاربين وكتكتلات لاقتناص أموال المتداولين باستغلال خبر لأحد الشركات بهدف الإقناع بشراء أسهم شركاتهم الخاسرة التي ليست لها علاقة بالشركة صاحبة الخبر! ويكون الموقف أكثر إحراجا عندما يأتي التساؤل من الخارج وممن يجهل سوقنا عن أسباب ارتفاعات كبيرة في عدد محدود من الشركات كحفلة استطاعت أن تستحوذ على معظم سيولة سوق كبير يحاول جذب الاستثمارات الأجنبية! والمؤسف أن إجابتنا تكون - وبكل فخر - بأن شركة كذا الخاسرة أُعلن أنها سترفع رأس مالها، ولكننا سنصدم بالتساؤل عن علاقة باقي الشركات التي ارتفعت للنسب العليا بالشركة التي سترفع رأس مالها، ثم أين سيولة صناديق الدولة وكبار المستثمرين عن السوق الذي تشهد أسعار شركاته الرابحة انخفاضا شديدا وارتفاعا بشركاته الخاسرة؟ بالتأكيد سنفضل الصمت. إن عدم تفهم آلية السوق القائمة على أساس استباق الحدث جعلت البعض رهيناً للحدث الذي يقع أمامه، فبعد طرح سابق استباقا للإعلان بتمديد تنازل الدولة عن أرباحها بشركة الكهرباء لعشر سنوات قادمة (الذي أعلن قبل أسابيع) وخلال ايام ارتفع السهم بأكثر من (25%) تساءل قارئ كريم عن ارتفاع سعر سهم الجماعي المفاجئ الذي اعتاد مضاربه على تثبيت سعره لأسابيع طويلة وبدون التفاعل مع ارتفاعات السوق، فبالعودة الى إعلان الشركة بتاريخ 25 أكتوبر اتضح أنها بتاريخ 24 أكتوبر جددت عقود لنقل الرمل للبحرين بمبلغ (40) مليون ريال! وهنا نستطيع فهم سلوك المضارب إذا علمنا انه بعد يومين فقط أُعلن عن أمر ملكي كريم بمنع تصدير الرمل للخارج وان على الجميع (بما فيهم الجماعي) إنهاء العقود خلال شهر؟ ومع أن ذلك المنع يذكرنا بمنع تصدير الاسمنت فهل كان المضارب لايعلم بان هناك مشروع قرار سيصدر بمنع التصدير أم انه استبق الحدثين وأراد استغلال الوضع مضاربياً؟ ثم هل انتهى الأمر عند ذلك أم هناك مستجدات لم تعلن؟ انه مع نجاح اندماج شركة حائل بالمراعي فان هناك حفلات قادمة جار التجهيز لها ليس بالضرورة أنها لأهداف استثمارية وإنما فقط لخلق محفز جديد لتدوير السيولة! ومايهمنا قرب نهاية العام إحداث الصناع لخلخلة بالسوق بارتفاعات وانخفاضات لاستهداف أسهم شركات محددة يمكن زفها في حفلات تقنع بشرائها! ولذلك ففي ظل حيرة المتداولين بالمضاربة والاستثمار فقد يكون احد الخيارات التوجه لأسهم شركات رابحة هذا العام وتوزع عادة أرباحا سنوية لمرة واحدة (وليس ربع او نصف سنوي) لكونها تمثل أرباحا ستقبض كنسبة جيدة مقارنة بسعرها الحالي وخلال فقط اقل من ستة أشهر حتى تاريخ انعقاد الجمعية، ومن الطبيعي أن يرفع المضاربون أسعارها قبيل اجتماع الجمعية لقبض أرباح عالية بدلا من انتظار موعد استحقاق الربح الموزع! والاهم هنا المشاركة بفاعلية مع كبار المضاربين في تنظيم الحفلة وكما تم في سهم الكهرباء!