"إذا حضر نور حضر الاتحاد" مقولة رددها جمهور الاتحاد في أماكن وأزمنة عدة منذ أن وطأ فتى مكة أرض الاتحاد للوهلة الأولى قبل سنوات عدة. في مباراة الاتحاد أمام ناغويا غرامبوس الياباني كان حاضرا بقوة، في ظل حضرة قائده الفذ محمد نور الذي صال وجال في ملعب المباراة وقلب النتيجة في وجه الخصم وتحويل خسارته 2-1 إلى انتصار سداسي. الاتحاد ممثل الوطن في الاستحقاق الآسيوي الأبرز في دوري أبطال كأس آسيا استحق لقب ممثل الوطن في تلك الأمسية بعد أن قدم مستوى مشرفا يعكس الصورة الحقيقية للكرة السعودية التي اهتزت كثيرا في السنوات الأخيرة سواء من خلال المنتخبات الوطنية أو الأندية. ولعل الروح المعنوية التي لعب بها نور ورفاقه هي الروح التي كان يلعب بها اللاعب السعودي قبل سنوات ماضية وأوقفت منتخبات وأندية كثر ومنحت الكرة السعودية توهجا لامعا آنذاك. نور الذي صنع وسجل هاترك بالطرق كافة، وهو يرتقي عاليا برأسه وبقدمه، وكذلك هو مستلقيا على الأرض كيف يكون اللاعب السعودي عندما تصبح المقابلة مصيرية كان أكثر روعة وإلى جواره زملاؤه اللاعبين الذين تألقوا معه العماني احمد حديد والأرجنتيني لوسيانو والتونسي أمين الشرميطي أصحاب بقية الأهداف الستة. الجماهير كافة وعقلاء الرياضة والنقاد أجمعوا على أن الاتحاد نجح في مهمته في مباراة الذهاب وقطع شوطا جيدا تجاه اللقب الآسيوي وستكون مباراة الرد يوم الأربعاء المقبل أقل وطأة عليه، وبات اللقب الآسيوي قاب قوسين أو أدنى منه، وبالتالي في حال تحقيقه سيكون مع مجد آخر في الاستحقاق العالمي كأس العالم للأندية التي ستقام في أبوظبي ديسمبر المقبل، ليكون الممثل الثاني للقارة الآسيوية إلى جانب الأهلي بطل دوري الدولة المضيفة. ولعل الاتحاديون أكثر من غيرهم يتذكرون مدربهم الأرجنتيني كالديرون عندما انقسموا في الموسم الماضي إلى نصفين ما بين مؤيد لاستمرار الأرجنتيني وما بين مطالب برحيله خصوصا بعد تأزم الوضع بين المدرب وقائد الفريق محمد نور، ولكن في مباراة الأمسية الآسيوية مساء الأربعاء الماضي كان المدرب ونور أكثر حضورا وتوهجا وأدخلا الفرحة على شفاه الجماهير السعودية. أمنيات صادقة من جماهير الكرة السعودية في أن ينجح ممثل الوطن في مباراة الاستحقاق المقبل وأن يصل على النهائي ويعانق الكأس للمرة الثالثة في تاريخه، وللمرة الثانية يبلغ فيها مونديال العالم للأندية، تلك الأماني باتت اليوم بيد لاعبي الاتحاد فهل يوفون بالوعد أم تأخذهم الأفراح والثقة ما لا يحمد عقباه الأمور برمته بيد نور ورفاقه ومن خلفهم مدرب الفريق الأرجنتيني كالديرون في ظل اهتمام ومتابع صناع القرار.