المؤلف فهد رده الحارثي يريد بنصه المسرحي شيئا ما، والمخرج عبد العزيز عسيري ذهب به إلى مكان ومعنى آخر، في عرض (نقطة آخر السطر) لمسرح الطائف ضمن مسابقة مسرح الدمام..هذه هي زبدة قول الفنان البحريني أحمد ملك بعيد انتهاء العرض الطائفي مساء الجمعة. إلا أن عبدالله ملك الذي تحدث عن التجربة بمحبة لم يخف رأيه معلناً بأن المخرج حاول أن يبرز شخصيته "ولكن أعتقد أنه أعطانا معنى مغايرا لما كان يريده المؤلف أو لم نصل إلى ما كان يريده المؤلف من خلال هذا العرض". وذكر عبداللة ملك الجمهور بتجربة مسرح القراءة في أمريكا وأوروبا وهي التي يقرأ الممثل فيها المسرحية أمام الجمهور بعد أن يحفظ الممثل فيها أجزاء من المسرحية؛ مؤكداً أن ما قدمه عبدالعزيز عسيري لم يكن سوى مشهد أو مسمع إذاعي. مشيرا إلى أنه كان متشوقا لأن يشاهد حركة الممثل وانفعالاته وهو ما لم يحدث حسب جمهور العرض الذي خرج محبطاً وهو الذي عرف مسرح الطائف في تجارب مختلفة عن هذه التجربة الدمامية. عبدالله ملك أشار أيضا إلى أنه رغم قصر وقت العرض "إلا إننا شعرنا بشيء من الملل والرتابة". وحول النص قال ملك معلقاً: ( استمتعت كثيرا وأنا اقرأ النص ووجدت أن الصورة واضحة أمامي. مضيفاً: كنت متشوقاً لأشاهد العرض لأرى كيف سيجسد المخرج هذا "المشهد المسرحي" حتى لا نقول أنها مسرحية التي كانت جميلة جداً وأنا أقرؤها. ويتحدث النص حول مسافر ما أو شخص يريد أن يعبر من مكن إلى مكان (المطار) ولابد أن نعرف من هذا الشخص وماذا يحمل.. يمر على جهاز كاالذي يوضع في المطارات فلا يصيح الجرس، يمر أكثر من مرة فلا يصيح ومن ثم يبدأ التحقيق معه لكشف هويته وما كان ينوي فعله. ونبه الفنان البحريني إلى أن من لم يقرأ النص لن يصل إلى فهم ما تم عرضه. مشيرا بالقول: ( أنا أسهل لي أن افهم العرض لأني قرأته) مضيفا أن هناك جملة عن أسلحة الدمار الشامل لم يجدها في العرض متسائلا أنه لا يعرف لماذا سقطت وهل لدواعٍ رقابية. مخرج مسرح الطائف عبد العزيز عسيري علق على رأي ملك في الندوة التي أدارها الشاعر أحمد الملا، قائلا: إن النص نفذ دون وجود أي تدخل رقابي فيه ملمحاً إلى ان هذا يعد مؤشرا جيداً. وحول فكرة العمل قال عسيري: أردنا أن نلجأ إلى مسرح القراءة كأسلوب متواجد في أوروبا والعالم العربي إلا ما ندر. أي أن تجعل من القراءة مسرحية. مشيرا إلى أن هذا الأسلوب جديد ولم يستوعبه كثير من الحضور والنقاد عندما قدمت هذه المدرسة سابقا الفنانة السورية الراحلة مها الصالح. وحول النص قال عسيري إنه جمع كل ما كتب من تصريحات صحفية حول العراق بين 2001 و 2003 و قدمها للكاتب فهد ردة الحارثي ليؤلف بعدها نصه المسرحي. موضحا أن هذا النص مبني على التصريحات العراقية الأمريكية المبنية على موضوع حرب العراق. العرض المسرحي الآخر و الذي قدم مساء السبت كان لفرقة (جارود) من إخراج وتأليف حسين المرهون وهو بعنوان (لصوص لا يتقنون الغناء). وإذا كان عرض الطائف ضم ممثلين وحيدين ضمن رؤية المخرج القائمة على مسرح القراءة فإن عرض فرقة جارود ذهبت بعيدا في العرض المسرحي الذي جاء على طريقة المجاميع وضم "14" ممثلا، اعتمدوا على لغة الحركة في تجربة جديدة تدخل المسابقة التي تنتهي فعالياتها اليوم الجمعة.