محمد مسفر الغامدي محب أهلاوي صرخ من قلبه والدموع تنهمر من عينيه عشية خسارة فريقه أمام الهلال بهدفين مقابل هدف في الجولة الخامسة لدوري "زين" السعودي للمحترفين متسائلا أمام جمع غفير من الجماهير، "ماذا يريدون من الأهلي؟" وهو السؤال الذي كان محور حديث محبي الأهلي والعارفين ببواطن الأمور داخل أروقة النادي. الغامدي ليس وحده من قلبه يحترق ألما على ما يحدث لفريقه المفضل من خسائر معنوية ومادية ونقطية، وعلى رغم أن الهلال فريق كبير ومباريات دوري "زين" لا زالت في بداياتها إلا أن المتسائل الأهلاوي يندب حظه على ما يحدث لفريقه وهو ما أطلق عليه أهلاويون كثر "تخريب". فالفريق جيد في مشواره إلا أنه يتعرض لمشاكل خفية من الداخل والخارج، وفي مباراته الأخيرة لم يخسر النتيجة فقط، بل خسر المستوى الفني والروح المعنوية ونقاط المباراة الثلاث وخسارة خمسين ألف ريال من أخطاء كان جديرا بالأهلي أن لا تحدث منه وخسر قرابة ال 50 ألف ريال كلها غرامات بسبب اشتباكات الجماهير وتأخره في النزول لملعب المباراة وما بدر من مساعد المدرب إلى جانب نقل مباراته المقبلة التي ستقام على أرضه إلى ملعب فريق نجران. السائل الرياضي الأهلاوي لم يتوقف إلى هذا الحد بل راح يربط بين ما يحدث وبين ما بدر من لاعبين كثر تمردوا على الفريق على رغم ما قدمه لهم النادي من مال وعقود احتراف وتهيئة نفسية وخلق جو صحي وتسهيل الصعوبات وتذليل العقبات كافة. لكن تمرد لاعب وسط الفريق تركي الثقفي لأكثر من موسمين ثم لحق به أحمد درويش قبل أن يستقيم مؤخرا مع فريقه، وعاد التمرد مع المدافعين وليد عبدربه ثم إبراهيم هزازي، وبدأ يلحق بركبهم اللاعب فيصل معوضه الذي بدأ الجهازان الفني والإداري يضيقون به ذرعا وعلى تصرفاته. والمتأمل في أحوال اللاعبين ومن يعرف تفاصيل حياتهم يجد أن دخلهم المادي الوحيد هو النادي الذي وفر لهم عقود الاحتراف والمكافآت العالية حتى اللاعبين غير المحترفين أجزل عليهم بالرواتب في سبيل تهيئة الراحة التامة لهم، ولكن ما استغربه نقاد كثر هو عملية التمرد هذه على اعتبار أن الاحتراف هو الوظيفة الوحيدة التي من خلالها سيكون مستقبله خصوصا وأنهم صغار سن والطريق أمامهم طويل، وتساؤل النقاد: "لماذا لا يعتبر هؤلاء اللاعبين ممن سبقوهم في الشهرة ولم يستفيدوا مالا والعكس صحيح؟". في الأهلي لاعبون لا يدركون رغد العيش الذي يعيشونه في ظل العقود الاحترافية التي يسيل لها اللعاب ووفرة الرواتب العالية والأجمل أنها لا تتأخر أبدا إلى جانب المكافآت المالية والامتيازات الأخرى، ولا يخفى على عاقل أن هناك من يريد الأهلي أن لا ينجح أو يتفوق ويحاولون التأثير على لاعبيه وهذه حقيقة منتشرة في اندية كثر . في الأهلي يعمل صناع القرار من أجل الأهلي الكيان ومن أجل الجمهور ولكن للأسف هناك من لا يقدر ذلك الجهد والتعب وضخ ملايين الريالات، وبالتالي فإن اللاعبين الذين لا يقدرون تلك الجهود ولا يعون ثقافة الاحتراف ولا يؤمنون بتأمين مستقبلهم فإنهم بالتأكيد يعانون من خلل ولا بد من معالجة ذلك بالعقوبة على رغم أنها غير كافية بل أيضا يحتاجون إلى من يعالجهم من هذا التذمر والتمرد ويعيد تأهيلهم ثقافيا في الاحتراف والاحترام للكيان الذي يعمل فيه كونه يتقاضى راتبا صنيع ما يقوم به وهناك من يعمل على التعمير والانجاز وخلفهم جمهور له قاعدته العريضة.