الأهلي.. اسم قوي له حس موسيقي تستشعره الأذن عندما يتلاعب اللسان بحروفه، كذلك الانجازات الذهبية اقترنت به كثيراً فأطلق عليه الآخرون قلعة الكؤوس، كونه اعتاد على تحدي الكبار والمنافسة القوية على خطف الألقاب، وبات صاحب هيبة لا مثيل لها، ونجح في تفريخ النجوم حتى بات ركيزة أساسية ودعامة قوية لصفوف المنتخبات السعودية. وعلى رغم أن هذا الكيان الشامخ اهتز كثيراً في الموسمين الماضيين إلا أن أماني أنصاره، وصناع قراره كانت كبيرة في تخطي تلك الأزمات خصوصا بعد تغير جذري في مجلس إدارة النادي والجهازين الفني والإداري، فحلت الإدارة الجديدة برئاسة عبدالعزيز العنقري بدلا من أحمد المرزوقي، فكانت أولى خطوات التصحيح الأهلاوي إلغاء عقد مدربه السابق الصربي نيبوشا والتعاقد مع المدرب الجديد البلغاري ملادينوف، ورحيل المشرف على القدم وجدي الطويل ودخول عبيد ملحان بديلا عنه كما تم الاستغناء عن المحترفين الأجانب كافة، وتعاقدت إدارة النادي مع الثلاثي قودين والبرازيلي هاريسون والجزائري عادل معايزه في سبيل تحسين صفوف الفريق خصوصا وأن نقاد كثراً باركوا الخطوات التصحيحية ولكن المفاجأة الكبرى عندما ظهر المحترف الثلاثي في مستويات فنية دون المستوى على رغم أن الأهلي نجح في بلوغ النهائي الخليجي وظهر في مستوى فني راق استحق عليه المستوى والنتيجة وبالتالي تمكن لاعبوه من رفع كأس الاستحقاق الخليجي. ولكن المفاجأة الكبرى في الأهلي حدثت في الاستحقاق السعودي الأبرز دوري المحترفين السعودي، إذ انكسرت الهيبة الأهلاوية بتلقي شباكه الخسائر وفقدانه النقاط وتراجع مستواه ومركزه حتى فقد المنافسة على اللقب الذهبي. وبالتالي لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب، خصوصا وان الحسابات المعقدة في جمع النقاط لم تعد تجدي، لذلك كانت الأماني الأهلاوية معلقة في بقية الاستحقاقات المحلية، بدءا من كاس الامير فيصل بن فهد وجاءت البداية خجولة فلم يستمر كثيرا ذلك الخجل وخرج الأهلي من ثاني الاستحقاقات المحلية وسط ذهول محبيه ومشجعيه. وبدأ النادي يعيد حساباته في سبيل ضم بطولة وطنية وحفظ ماء الوجه، من خلال كأس ولي العهد واتضح اهتمام الأهلاويين وسعت الإدارة في رفع الروح المعنوية عند اللاعبين خصوصاً وأن أولى مبارياتهم في هذا الاستحقاق أمام فريق الفتح درجة أولى، وهو ما ابتسم له كثيراً اللاعبون ومن قبلهم الجهازان الفني والإداري، وخاض الفريق غمار المباراة الشهيرة فكانت المفاجأة الكبرى عندما خسر الفريق بهدفين في مقابل هدف، إذ غابت احترافية الأهلي في تلك المباراة بدءاً من عدم احترام الفريق الخصم، وعدم أخذه بعين الاعتبار، من خلال لعبه المباراة عصراً وهو الذي اعتاد على لعب مبارياته كافة مساءً إلى جانب عدم المبالاة بالفتح ونجومه، وكذلك عدم استغلال الفرصة التي جاءتهم على طبق في سبيل تأجيل المباراة يوما عن موعدها الأصلي، والكارثة هي إشراك لاعبي المنتخب بعد عودتهم من مشاركتهم الدولية مع المنتخب أمام كوريا الشمالية التي خسرها المنتخب بهدف دون مقابل ضمن مباريات التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم، وصولهم إلى الرياض كان مرهقاً والأكثر مرارة وإرهاقاً وصولهم إلى الإحساء براً وهم في غاية التعب والاجهاد والإرهاق، وزج بهم المدرب البلغاري إلى جانب قراءة ملادينوف المتواضعة لتكتيك المباراة. هنا كان لابد من محاسبة المقصرين، وأخذ خطوات تصحيحية في سبيل عودة الفريق إلى سابق عهده، وهو ما فعله المجلس التنفيذي الذي ترأسه عضو الشرف الأهلاوي المؤثر وقلبه النابض الأمير خالد بن عبدالله. واليوم أمام الأهلي آمل وحيد في تعويض أنصاره وصناع قراره وإعادة رسم الفرحة على محيا محبيه من خلال تحقيقه المركز الثالث أو الرابع في دوري المحترفين، وبالتالي سيضمن المشاركة في الاستحقاق الآسيوي، وكذلك جديته في تحقيق كأس الملك، وبذلك يكون الفريق يختم موسمه الرياضي بإنجاز ويترك انطباعا جيدا عنه لدى جماهيره ومحبيه وكل من يتابع مباريات قلعة الكؤوس.