فاصلة: ((يفضل المرء مجاملة كاذبة على نقد مخلص)) - حكمة لاتينية – جرب أن تنتقد أحدا ما تعرفه.. ملابسه او عمله مثلا وتأمل في ردة فعله، إما أن يكتم اعتراضه ويغضب منك في صمت وإما أن يغضب ويتهمك بعدم المعرفة، لكن من النادر أن تكون ردة فعله أن يتفهم نقدك.. هذا لا يحدث فقط لدينا بل يعود الى المناخ العام من فقد الحريات في العالم العربي بأجمعه، وهنا يجد الفرد نفسه قابعا تحت سيل من التحذيرات من مواجهة الآخر في حال انتقده مع ان النقد في حال التعبير عنه وقبوله غاية التحضر. منذ الطفولة يتعلم الطفل العربي انه معرض للنقد.. لاقتحام خصوصية ذاته من خلال آراء والديه واخوته وأصدقائه في المدرسة وهنا يتكون مفهومه لأول مرة عن رأي الآخر به ليشكل مفهومه عن ذاته، وللاسف فمن النادر ان تتلقف أسماع الصغار صفاتهم الايجابية بل الغالب ان الجميع يردد الصفات السلبية ولاننا لا نمنحهم الفرصة ان يعبروا عن رأيهم او يرفضوا ما نلبسهم اياه من صفات سلبية فهم يتعلمون ان يقبلوا رأي الآخر وان لم يعجبهم فقط لاحساسهم بالضعف. وحين يكبر الصغار ويشعرون بقوتهم، يبتكرون الاساليب الدفاعية لمواجهة نقد الآخر من خلال العدوانية لانه لم يتح لهم في طفولتهم تفهم معنى ان يقبلوا رأي الآخر بهم حتى وان لم يقتنعوا به. الثقة بالذات لا تتكون في مثل هذه البيئة التسلطية، وابناء الاباء المنتقدين يترددون كثيرا في العمل وبالتالي الانجاز ويفتقدون الثقة بالنفس لأنهم يخافون النقد ولذلك يدافعون عن انفسهم بعدوانية ويرفضون النقد من الآخر..